خرج الآلاف من المواطنين الإيرانيين، لليوم الثاني على التوالي، منددين بالنظام الإيراني في مدن عدة الجمعة، لاسيما في العاصمة طهران وكرمانشاه غربي البلاد، للتضامن مع المحتجين في مشهد في شمال شرق إيران، وسط محاولات السلطات الأمنية إرهاب المنتفضين، عبر شن حملة قمع وإطلاق الوعيد. وتدخلت قوات الباسيج لقمع متظاهرين في كرمانشاه، كانوا يهتفون بشعارات مناهضة للنظام، منها "الموت للدكتاتور" و"الموت لروحاني"، بالإضافة إلى هتافات تضامن مع نظرائهم في مشهد أبرزها، "لاتخافوا، كلنا متحدون معا". وقالت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، في تغريدة على تويتر، "التحية للمواطنين الأبطال في كرمانشاه الذين انتفضوا بشعار إمّا الموت آو الحرية والموت لروحاني والموت للدكتاتور ويحتجون ضد الغلاء والفقر والفساد..". وأضافت رجوي، التي كانت قد دعت الخميس لدعم "الانتفاضة الكبيرة"، "يوم أمس مدينة مشهد واليوم كرمانشاه وغدا عموم إيران. هذه هي الانتفاضة الكبيرة للشعب لإسقاط دكتاتورية الملالي الفاسدة التعسفية". وفي العاصمة طهران، شنت أجهزة الأمن حملة لتفريق مئات الأشخاص تجمعوا في ساحة عامة للاحتجاج على ارتفاع الأسعار وسياسة النظام الاقتصادية، ما أسفر عن اعتقال البعض "لفترة مؤقتة"، حسب ما ذكرت وكالة أنباء إلنا الإيرانية وردا على انتفاضة الغضب، قالت الوكالة الإيرانية للأنباء، الجمعة، إن رجل دين بارزا في مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، دعا قوات الأمن إلى اتخاذ إجراءات صارمة ل"قمع" مئات المتظاهرين. ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن مسؤول قضائي قوله في مشهد، أحد أقدس الأماكن لدى الشيعة، إن الشرطة اعتقلت 52 شخصا في المظاهرات التي خرجت الخميس. وبسبب التعتيم الإعلامي، لم ينتبه الكثيرون في العالم بعد لما يحصل في إيران يوميا وعلى امتداد الأشهر الماضية. ويتأجج الغضب في الشارع الإيراني، وسط ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية، بما في ذلك البيض، بنسبة من 30 إلى 40 في المائة خلال الأيام الماضية. وهتف المحتجون "سرقوا بلدنا" و"غادروا سوريا.. فكروا فينا" في انتقاد لنشر إيران قوات هناك دعما لنظام بشار الأسد ضد انتفاضة اندلعت ضده في 2011. ورددوا أيضا هتافات من بينها "الموت للديكتاتور" و"لا غزة ولا لبنان، حياتي لإيران"، في إشارة إلى الغضب من سياسة النظام التوسعية وهدر ثروات البلاد لتحقيق مطامعه، بدلا من تحسين الظروف داخل البلاد.