حاول نظام الملالي في ثالث يوم من الانتفاضة يائسا تنظيم تظاهرة مضادة لكنه مني بالفشل الذريع. ففي طهران صرف نظام الملالي وخلافا لعادته عن تنظيم مسيرة خوفا من رد فعل المواطنين الغاضبين، واكتفى بالتجمع في مصلى طهران. لكن هذا التجمع لاقى لامبالاة غير مسبوقة رغم بذل النظام كل جهده الحكومي، حيث لم يشارك فيه حتى كثيرين من العناصر الوفية للنظام. * اشتباك بين الشباب وأزلام النظام في «شهر كرد» في ثالث يوم من الانتفاضة العارمة الشعارات التي أطلقت في التظاهرة المضادة اليوم من مكبرات الصوت بشكل رسمي، تعكس مخاوف نظام الملالي من السقوط المحتوم منها شعار: «الحركة الخضراء الأموية، سالكة على درب رجوي». كما وفي منابر صلوات الجمعة، استحضر الملالي المجرمون الموصوفون بأئمة الجمعة، خطر مجاهدي خلق على النظام، من بينهم الملا «عَلَم الهدى» عضو مجلس خبراء قيادة النظام وممثل خامنئي في مدينة مشهد، الذي حذر المواطنين من تلبية دعوة منظمة مجاهدي خلق التي تقودها امرأة إلى الخروج في الشوارع والتحول إلى وسيلة لانتصار العدو. وبعد ساعة من هزيمة تظاهرة الملالي المضادة ، تظاهر طلاب جامعة طهران ورفعوا شعارات «أيها الاصلاحي الاصولي، كفى زيفك»، و«استح سيد علي واترك الحكم»، و«الموت للدكتاتور». قوات الحرس وقوات البسيج ورجال الأمن المتنكرون يتجولون مذعورين هنا وهناك ولا يسمحون لأحد بالتصوير ويصادرون هواتف المواطنين النقالة. وأغلقت عناصر المخابرات، بوابة الجامعة وتمنع خروج الطلاب فيما يهتف الطلاب: «استح يا خامنئي واترك الحكم»، و«استحي يا قوى الأمن»، و«لا نريد الحكم قسرا، ولا نريد شرطة عميلة»، وأرادت قوات مكافحة الشغب الراكبة الاخلال في تظاهرة الطلاب بعد شن هجوم عليهم بالهراوات، الا أنها اضطرت إلى الهرب اثر مقاومة الطلاب. من ناحية أخرى خرج المواطنون الأبطال في كرمانشاه، يوم السبت إلى الشوارع من جديد، رغم انتشار كثيف لقوات القمع. انهم هتفوا: «لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران» وألقوا اللوحات وحاويات النفايات وسط الشارع في بداية شارع بهشتي بهدف اغلاق الطريق. وأما التظاهرة لأهالي مدينة «شهر كرد» فانطلقت من تقاطع «استانداري» بشعار الموت للدكتاتور. وهاجمت القوات القمعية المدججة بالتجهيزات الكاملة في الميدان، المواطنين واعتقلت عددا من الشباب الذين اشتبكوا مع أزلام النظام. وتتجول عناصر النظام في الشوارع وتصول لإخافة المواطنين. إن المقاومة الإيرانية تدعو عموم المواطنين لاسيما الشباب المنتفضين، إلى مزيد من الاتحاد والتضامن ومنع اعتقال المتظاهرين ومساعدة الجرحى والمصابين، وتطالب عموم الهيئات الدولية بالعمل العاجل والفاعل لإطلاق سراح المعتقلين.