في الوقت الذي تشتعل فيه إيران بمظاهرات ضد الفساد وظروف المعيشة السيئة، مطالبة بإنهاء نظام الملالي ودولة الفقية، تعمدت قناة الجزيرة القطرية التدليس على متابعيها، ناشرة أخبارا فاترة حول الأحداث المتصاعدة في البلاد. وتبنت الجزيرة في تعليقها على الأحداث خطاب النظام الإيراني مسلطة كل جهودها على إبراز هذه المظاهرات بشكل مشكك كعادتها في تغطياتها لأخبارها . وأخذت تبرز تعليقات النظام الإيراني على الأحداث بوصفها فتنة وما شابه بينما تجاهلت الجزيرة حق الشعب الذي يرزح تحت نظام الملالي في التعبير عن رأيه فقبل ساعات قليلة نشر موقع الجزيرة الرئيسي أخبارا عن مظاهرات مؤيدة للنظام في محاولة لقلب الحقيقة والتعتيم عن صوت الجموع الغفيرة التي خرجت ضد نظام الملالي وقالت الجزيرة في خبرها بالنص: " خرجت مظاهرات مؤيدة للنظام الإيراني في أنحاء إيران، نددت بالاحتجاجات الشعبية التي اندلعت منذ الخميس ووصفتها بأنها "فتنة جديدة"، في حين حذرت وزارة الداخلية المواطنين من المشاركة ب"تجمعات مخالفة للقانون" وعلى مدار اليومين الماضيين (29 و30 ديسمبر)، لم ينشر الموقع الرئيسي لشبكة الجزيرة سوى 5 أخبار فقط، بحسب محرك بحث جوجل، كانت أغلبها محاولات لحصر القضية في الغلاء وظروف المعيشة فقط، دون إشارة للاحتجاجات ضد الفساد ونظام الملالي. الشبكة التي ترفع شعار "الرأي.. والرأي الآخر" لم تأبه مطلقا للحركة الاحتجاجية في طهران، ولم تر اللافتات التي رفعها الإيرانيون في منطقة كيانشهر بمدينة الأهواز، ومدينة رشت، ومدينة ساري، ومدينة همدان، ومدينة قم، ومدن أخرى، والتي من بينها «الموت لمبدأ ولاية الفقيه»، و«خامنئي قاتل وحكمه باطل»، و«لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران»، و«الموت لروحاني»، و«الملا جالس خلف الطاولة، والشباب عاطل وتعبان». كما تجاهلت الشبكة أيضا صور اعتداءات الأمن على المتظاهرين، والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم تستطع شبكة الجزيرة حتى محاذاة التلفزيون الإيراني في تغطيته، والذي أشار إلى المظاهرات بشكل سطحي، دون الدخول في التفاصيل ولا نقل شهادات، إلا أنه عرض صورا مع التأكيد على ضرورة الاستماع الى "المطالب المشروعة" للسكان، الأمر الذي لم تأبه القناة لنقله على لسان مصادرها الموجود بالتأكيد هناك. وتواجه إيران في الوقت الحالي مظاهرات بعشرات المدن، بسبب البطالة والتضخم والفساد ونقص المياه والفروقات الاجتماعية"، والتي يعاني منها المواطنون منذ أعوام، ما دفعهم للمطالبة بإقالة النظام بأكلمه بعد يأسهم في حدوث أي تغيير ولو طفيف. يأتي ذلك وسط دعوات عالمية للاستماع إلى المواطنين، والتنديد بتنكيل النظام الإيراني بالشعب، وإدانات واسعة، بسبب التدخل الإيراني في الوضع الإقليمي، دون أن تأبه لحال مواطنيها.