التقيت به ، وبدأ يخبرنا عن قصة الأرنب والسلحفاة . حيث أن هناك أرنبًا وسلحفاة اتفقوا يوما ما أن يخوضوا سباقا بينهما ، ومع بداية السباق انطلق الاثنان ؛ فالأرنب بسرعته المعروفة و السلحفاة تمشي الهوينا . وفي منتصف الطريق اغترَّ الأرنب بسرعته وبدأ يحدث نفسه قائلاً : سأرتاح قليلا ، فلن تصل السلحفاة البطيئة إلى خط النهاية قبلي ، وبعد نومه العميق و استمرار إصرار السلحفاة لخوض التحدي ؛ وصلت السلحفاة أولاً لخط النهاية ، و نال الأرنب السريع المركز الثاني بسبب غروره وعدم احترام المنافس . قلت في نفسي : أظن لديك الجديد يا صديقي ، قال استمع لتكملة القصة برواية أخرى . جاء الأرنب ثانية ً للسلحفاة يريد أن يخوض معها السباق ليثبت أنه الأسرع ، قالت السلحفاة وهي المنتصرة : أقبل بذلك و لكن بشرط ، أن احدد أنا ميدان السباق! وافق الأرنب بدون تردد ، ليحدث نفسه قائلا : أن لا نوم و لا راحة أثناء السباق . فحددت السلحفاة نقطة البداية و نقطة النهاية و طريق السباق . وفي اليوم المحسوم وعند ساعة الصفر ؛ انطلق الاثنان مرة أخرى في سباق إثبات الذات . فمن سيفوز هذه المرة ؛ الأرنب أم السلحفاة ؟ لا تستعجل بالحكم يا من تقرأ سطوري واستمع حتى النهاية . انطلق الأرنب بسرعة وبدون تردد من نقطة البداية و معه السلحفاة البطيئة ، ومع سرعته الفائقة بدأ يظهر الفرق الشاسع من بداية الانطلاق أن الأرنب هو المنتصر . فبدأ يُحدِّث نفسه أن لا تراخي الآن ، فهي دقائق و النصر حليفي . وفي منتصف الطريق بدأت بحيرة كبرى أمام الأرنب تعيق طريقة للوصول لخط النهاية . انتظر الأرنب قليلا ليفكر كيف يقطع هذه البحيرة ؟ فهو لا يجيد السباحة ! طال انتظاره في مكانه حتى وصلت السلحفاة إلى البحيرة ، وبكل سهولة انتقلت للطرف الآخر من البحيرة والأرنب ما زال واقفا لا يستطيع الانتقال للضفة الأخرى، أُسقط في أمره و جلس حتى سمع نبأ وصول السلحفاة مرة ثانية إلى خط النهاية ليخسر التحدي مرة أخرى !! قلتُ في نفسي ماذا لو اتحد الأرنب والسلحفاة لسباقات أخرى ؟ فالأرنب سريعٌ في البَر ، والسلحفاة تأخذ مسارها على المياه ، فيربح الكل بالاتفاق . فأكمل صديقي ليقول ما قلت في نفسي ، فهي توارد الخواطر بيننا . همست في أذنه قائلاً : لو سرنا بنفس الطريق المعتاد ، لحزنا على نفس النتيجة الدائمة ، وإذا أردنا نتائج مغايرة فلنغير الطريقة والأسلوب . فقد فازت السلحفاة بإصرارها في المرة الأولى و غرور الأرنب وكسله . و فازت في المرة الثانية بذكائها . ( احسبها صح ) ، وكن ذكيا و غيّر الطريقة و الأسلوب .