تواصل قطر وذراعها الرياضية في أوروبا، نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، تشويه لعبة كرة القدم، فبعد أن اشترت البرازيلي نيمار من برشلونة مقابل 222 مليون يورو، في استهتار واضح لسقف الصفقات، وتركت النادي الكاتالوني عرضة لانتقادات مشجعيه، عادت لتواصل مسلسل التشويه بإعلان صفقة انتقال الفرنسي الواعد كيليان مبابي إلى صفوف سان جيرمان بعقد إعارة سيتحول إلى صفقة دائمة الموسم المقبل مقابل 162 مليون إسترليني. وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الخليج" الإماراتية، اليوم الإثنين، فإن قطر بقانون اللعب المالي النظيف، الذي أقره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، عرض الحائط، وتواصل مخالفاتها، لكن هذه المرة مختبئة خلف "الإعارة"، إذ يعرف الجميع لماذا اختار رئيس النادي، القطري ناصر الخليفي، هذه الحيلة في صفقة مبابي. فهو لا يريد المجازفة بخسارة الموهوب لريال مدريد، الذي يحلم النجم الفرنسي الصاعد باللعب فيه منذ الصغر، إذا ما انتظر للصيف المقبل من جهة، وسيعاقب إذا اشتراه الآن لأنه بذلك سيتجاوز لوائح اللعب المالي النظيف بفارق كبير من جهة أخرى. وطريق الإعارة بالنسبة للاعبين فرصة إنقاذ، لأن اللعب دقائق إضافية في ناد أقل، أفضل من الجلوس على الدكة بانتظار الفرج مع الفريق الأول للنادي الأم، لكن عند قطر وسان جيرمان تحولت الإعارة إلى سكين مخبأة في جيب الخليفي، يخرجها متى ما سنحت الفرصة لطعن خصومه في أوروبا، وعلى رأسهم برشلونة وريال مدريد، اللذان هيمنا على ألقاب القارة العجوز في السنوات الأخيرة، وحرما فريق قطر من صعود منصة التتويج كل عام منذ 6 سنوات. ووفقاً لقانون الإعارة، يعاقب النادي الأم الفريق الذي انتقل إليه اللاعب في حال لم يشارك كثيراً في المباريات، كما يفرض على النادي عدم إشراك اللاعب المعار في مباريات تنافسية أمام ناديه الأم، وفي حالة مبابي، موناكو طبعاً بطل فرنسا الذي لن يصمد طويلاً في المسابقة الأوروبية هذا الموسم كما فعل العام الماضي. وشبهت وسائل إعلام أوروبية نادي باريس سان جيرمان وقطر من ورائه، بالرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ أون، الذي لم يكتف بإجراء تجربة قنبلة هيدروجينية واحدة سببت هزة في البلاد، ووصفت بأنها أقوى 10 مرات على الأقل من آخر تجربة بقنبلة نووية أجرتها بيونغ يانغ قبل عام، بل أجرى اختباراً آخر تسبب بزلزال آخر. وسان جيرمان لم يكتف بصفقة نيمار، فهو يريد أن تظل قطر متصدرة للصحف حتى لو في صفحة الفضائح، فالفضائح لا تهم ما دام اسم قطر والخليفي يتواجدان كل يوم في وسائل الإعلام، إعمالاً لمقولة "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، فلم يسبق أن أنفق أي ناد في تاريخ الكرة مثل هذا المبلغ في صيف الانتقالات. وحاول سان جيرمان التلاعب حتى بمبابي نفسه، حيث أغراه بأن يسطر اسمه في عالم الكرة رغم صغر سنه بكونه ثاني أغلى لاعب في العالم بعد زميله البرازيلي، لكنه في الواقع سيظل يتقاضى أجره الأسبوعي من موناكو، لحين تحويل عقده من مؤقت إلى دائم العام المقبل. وهذه الفترة ستمنح الخليفي فرصة بيع لاعبين آخرين ومضاعفة عوائد النادي، كي يفلت من عقوبات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). ويحصل سان جيرمان على 20 مليون يورو سنوياً مقابل رعاية طيران الإمارات لقميصه، لكن هذا المبلغ لا يقارن مع ما يحصل عليه عملاق إنجلترا مانشستر يونايتد من شيفروليه (85 مليون يورو سنوياً). وحتى لو رفع سان جيرمان عوائده فلن يستطيع تجميع 400 مليون يورو التي أنفقها في صفقتي نيمار ومبابي، وسيجد "يويفا" الذي غرّم سان جيرمان 60 مليون يورو وعاقبه بإشراك 21 لاعباً في أوروبا بدل 25 في 2014، مناصاً من التصعيد مع سان جيرمان عبر التحقيق الذي تم تدشينه، والنهاية مفتوحة على كل الاحتمالات لفرض عقوبات أكثر على الفريق الباريسي.