كشفت صحيفة ديلي تلغراف أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5) حصل على معلومات استخبارية من الولاياتالمتحدة تفيد أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان على صلة بخلية مانشستر. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حكوميين أنهم حصلوا على معلومات استخبارية عثرت عليها القوة الأميركية الخاصة التي استحوذت على حاسوب بن لادن بعد أن قتلته. وأشارت الصحيفة إلى أن خلية مانشستر الإرهابية المتشبه في محاولتها تفجير الأماكن الهامة في المدينة خلال عطلة الفصح، قد اعتقلت عام 2009. غير أن الشرطة البريطانية لم تتمكن من توجيه الاتهامات لعناصر الخلية نظرا لغياب الأدلة الدامغة، ولمعاملتهم التي تحولت إلى فضيحة أثارها نواب في البرلمان والجماعات الحقوقية. وقالت الصحيفة إن محاولة ترحيل القائد المزعوم للخلية باءت بالفشل العام الماضي لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان بعد أن زعم أنه سيتعرض للتعذيب إذا تم ترحيله إلى باكستان، مشيرة إلى أن معظم أفراد الخلية خارج بريطانيا الآن. ومن المرجح أن يؤدي الكشف عن ارتباط الخلية مع بن لادن إلى تجديد المحاولة البريطانية لاعتقال الرجال واستخدام الدليل الجديد في مقاضاتهم. وتتوقع الصحيفة أن تجري مناقشات بين رئيس الوزراء ديفد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يزور البلاد القادم، بشأن المزيد من المعلومات الاستخبارية التي يمكن تبادلها بين البلدين. وتشير ديلي تلغراف إلى أن أميركا وبريطانيا لم تشتركا في كافة المعلومات الاستخبارية، ويعزو المسؤولون ذلك إلى الحرص الأميركي على سرية العملية التي استهدفت بن لادن. وأضافت أن “أم آي 5′′ حصل على فتات المعلومات من ملفات بن لادن، ولكنه يسعى لإرسال أناس إلى أميركا لتلقي المزيد. وكانت وكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) قد أبلغت نظيرتها في بريطانيا بأنها عثرت على قائمة بأسماء تتضمن الرجال الذين كانوا خلف مؤامرة مانشستر. وقالت ديلي تلغراف إن هذا الكشف يعد أول دليل على أن بن لادن كان يعلب دورا في عمليات تنظيم القاعدة من مخبئه بإبت آباد، قبل مقتله في الثاني من الشهر الجاري. وكشف مسؤولون في المخابرات الأميركية أمس عن أن القاعدة كانت مهتمة باستهداف المنشآت النفطية والبنى التحتية. ومن المتوقع –كما تقول الصحيفة- أن تسلط ملفات بن لادن الضوء على التنسيق “الرائع” للهجمات التي خطط لها جناح العمليات الخارجية للقاعدة في أرجاء العالم، ومنها مانشستر وشبكة أنفاق نيويورك وصحيفة دانماركية. وكانت هذه الخطط قد باءت بالفشل بسبب التحقيق المشترك بين جهازي أم آي 5 الداخلي، وجهاز أم آي 6 الخارجي، الذي أدى إلى اعتقال 11 من طالبان باكستان وبريطانيا واحدا في مانشستر في مارس/آذار 2009، وثلاثة رجال في أميركا في سبتمبر/أيلول من ذلك العام، وخلية ثالثة في النرويج في يوليو/تموز الماضي.