ألمحت أنباء صحافية صدرت مؤخراً إلى أن الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» الدكتور أيمن الظواهري ربما قاد «انقلاباً أبيض» على زعيم التنظيم أسامة بن لادن، استولى بموجبه على قيادة التنظيم، وأشرف على إعادة بنائه، ليصبح قادراً على شنّ هجمات إرهابية معقّدة داخل الولاياتالمتحدة وبريطانيا. ونسبت صحيفة «صانداي تلغراف» البريطانية إلى مسؤولين استخباريين لم تسمهم القول إن ابن لادن لم يرأس اجتماعاً لمجلس شورى «القاعدة» منذ أكثر من عامين. وكشفت مصادر استخبارية في واشنطن النقاب عن أن قادة أجهزة الاستخبارات الغربية اضطروا أخيراً إلى إعادة النظر في اعتقادهم بأن «القاعدة» تنظيم مستنزف ومستنفد، بحيث لم يعد سوى بوق للثناء على المتطرفين. وبدلاً من ذلك، فإن أجهزة الأمن في أميركا وبريطانيا أضحت تعتقد بأن «القاعدة» عادت إلى شكلها السابق. شبكات خلايا إرهابية تموّلها وتسيطر عليها وتساندها القيادة المركزية ل «القاعدة»، التي تتخذ من المناطق القبلية الخارجة عن نطاق السيطرة في باكستان مقراً لها. وأضافت الصحيفة أن ما جعل مهمة الظواهري أكثر سهولة، عدم نجاح الأجهزة الغربية في القبض على أي من قادة «القاعدة» منذ أيار (مايو) 2006. وقال عضو مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأميركية بروس هوفمان، استناداً إلى معلومات جمعتها الاستخبارات الباكستانية، ان «ابن لادن هو اسم العلامة التجارية او الأكثر شهرة، لكن الظواهري هو كبير واضعي الاستراتيجيات». وأضاف: «لقد استولى الظواهري على قيادة «القاعدة». وعلى رغم إطلاق ابن لادن شريطه المرئي الأخير، إلا أنه لم يعد قوة رئيسية في صنع القرار والجهد الدعائي». وذكر البروفيسور هوفمان ان الزعم بأن «القاعدة» واجهة أيديولوجية ليس صحيحاً، «وبينما كنا نقول إن «القاعدة» تضاءلت كان ذلك مجرد تفكير مفعم بالأمنيات». ونسبت «صانداي تلغراف» إلى ضابط استخبارات بريطاني سابق قوله إن قيادة الظواهري ل «القاعدة» أبرزت جيلاً جديداً من القادة الذين تمت ترقيتهم إلى أعلى المناصب في مجلس شورى التنظيم، الذي يضم 20-30 قيادياً يتحكّمون في العمليات والتمويل وإصدار الفتاوى.