قال الكاتب والمحلل السياسي جيري ماهر، إن المعارك القاسية التي تجري في غوطة دمشق بين فصيلين معارضين للأسد هما "جيش الإسلام"، الذي يبرز في قيادته كبير مفاوضي المعارضة السورية، محمد علوش، وتنظيم "هيئة تحرير الشام" المقرّب من جبهة النصرة تحمل في طياتها صراعا على النفوذ في المنطقة تمهيدا لجمع أوراق تسمح بلعب أدوار أكبر مستقبلا، ولكن رأى أن النظام السوري يستفيد من القتال الدائر لتأمين دمشق. ماهر، الذي كان يتحدث لCNN بالعربية، قال إن ما يحصل في الغوطة الشرقية هو قتال مجموعات "من المفروض انها تقاوم النظام ولكنها تحاول بالحقيقة تحقيق إنجازات لبسط نفوذها على الأرض والسيطرة على أكبر بقعة ممكنة لتتمكن بها من لعب دور في المرحلة القادمة بالنسبة للمفاوضات أو حتى تقاسم النفوذ وإدارة المناطق." وتابع المحلل السياسي اللبناني بالقول: مجموعات من جيش الإسلام تتهم مجموعات من هيئة تحرير الشام بأنها تضيق على مقاتليها على الحواجز وتمنع مرور أرتال من المقاتلين والسلاح إليها وتعيق تحركاتهم بين المناطق، فاتخذ جيش الإسلام قراراً بالقضاء على الهيئة لفرض السيطرة الكاملة على الغوطة. وأردف ماهر باعتبار أن ما يحصل في الغوطة هو قتال أبناء القضية الواحدة ضد بعضهم من أجل المكاسب والمصالح، بينما النظام السوري يشاهد الاقتتال ويستفيد من استنزاف المعارضة المسلحة لقواتها" معتبرا أن هذا النوع من الاقتتال هو من بين الأسباب التي تمنع الإدارة الأمريكية وغيرها من الدول من الوثوق بالمقاتلين السوريين ومدهم بالسلاح. واستطرد ماهر بالقول: أعتقد أن مخابرات النظام السوري تعرف كيف تحرك أدواتها داخل صفوف المعارضة لتشجيع الاقتتال فيما بينها وكل هذا يصب اليوم في مصلحة النظام الذي شعر بالخطر في التحركات السابقة على أبواب دمشق فأراد أن يشغل المعارضة المسلحة بالاقتتال الداخلي، وهذا ما يحصل الآن فتشتعل الغوطة وتهنأ دمشق بالأمن والسلام. ونفى ماهر وجود رابط بين القتال في الغوطة والمفاوضات الجارية في أستانة بين الوفود الدولية حول الأزمة السورية قائلا إن "جيش الإسلام" يريد فرض سيطرته قدر المستطاع ليكون الجهة الوحيدة التي تفاوض وتفرض شروطها في الداخل والخارج وهو "ينتظر اللحظة الحاسمة ليدخل دمشق عند الاتفاق النهائي فيكون الجهة الوحيدة القوية بالسلاح والمقاتلين والمال. واعتبر ماهر أن جبهة النصرة لم يعد لها "شكل حقيقي" في سوريا بسبب ذوبان الكثير من عناصرها في مجموعات أخرى، متوقعا اختفاء "جبهة فتح الشام" قريبا خاصة وأن معظم مقاتليها ليس أجانب، ما يسمح لهم بالانضمام لجماعات أخرى بسهولة. وعن التنسيق الروسي التركي لإقامة مناطق "هادئة" في سوريا يتوقف فيها التصعيد العسكري رد ماهر بالقول: "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمتلك خطة كبيرة لسوريا. يحاول الروسي اليوم أن يسبق ترامب ويؤمن بعض المناطق بالتعاون مع الأتراك، في محاولة لوضع ترامب في الزاوية فلا تكون لخطته أي ضرورة لتنفيذها في سوريا.. السباق هو بين روسيا وأمريكا على فرض السيطرة في سوريا وترغب موسكو بمنع الأمريكي من التدخل بقوته العسكرية."