بعد أكثر من شهرين من حادثة تعرض طالب سعودي في جامعة ويسكنسون ستاوت للضرب المميت في وسطة مدينة مينوموني، بدأت محاكمة القاتل ذي السوابق بالعنف المنزلي من مينيسوتا، بتهمة القتل الجنائي، وفقاً لشكوى جنائية في دائرة المحكمة في مقاطعة دون. ويواجه القاتل كولين م أوزبورن، البالغ من العمر 27 عاماً، تهمة القتل الجنائي والاعتداء على الطالب السعودي حسين ساعد النهدي البالغ من العمر 24 عاماً، في 30 تشرين الأول، في الحي الترفيهي في مينيماني. حيث توفي النهدي في اليوم التالي بسبب إصابة دماغية. وتم احتجاز أوزبورن، الذي لا يدرس في جامعة ستوت في ويسكنسون، في سجن مقاطعة هينيبين يوم الجمعة 13 يناير/ كانون الثاني 2017، انتظاراً لتسليمه في بداية الأسبوع القادم، بعد أن قامت شرطة سانت بول باعتقاله يوم الخميس الفائت. ورأى ضباطُ الشرطة أوزبورن في شارع 800 من جادة راندولف، وتم اعتقاله دون مشاكل الساعة الخامسة والنصف مساءً عند الإشارة المرورية في تقاطع جادة راندلوف وشارع فيو. وتمت إدانة أوزبورن في الماضي بجنايات مختلفة، بما فيها الاعتداء المنزلي وتهم ذات صلة بمخالفته لأوامر المحكمة التي أمرته بعدم الاتصال بضحاياه. وكانت شرطة مينوموني قد صرّحت بعد أيام من القتل بعدم وجود مشتبه به، لكنها كانت على اتصال هاتفي مع أوزبورن في الثاني والثالث من تشرين الثاني، وحينها اتصل أوزبورن بمحقق تابع لشرطة مينوموني كان يستجوب أصدقاءه وعائلته في تلك الأيام، حسب ما ورد في الشكوى الجنائية. واعترف أوزبورن للمحقق بأنه كان في عراك مع النهدي وقال أنه كان خائفاً. ووعد بالتعاون الكامل في حضور محاميه. ومن بعدها اختفى أوزبورن وفقاً للشكوى الجنائية. ويعود سجل أوزبورن الجنائي إلى سنوات مراهقته، عندما كان فتىً في ال 18، واتُهم بالتهديد الإرهابي في ضواحي مينيابوليس، بعد أن حاول خنق خليلته البالغة من العمر 16 عاماً عندما كانت تحاول إنهاء علاقتهما، وقال لها أنه "سيقطع رأسها حتى لا تعود مرغوبة من أحد" عندما رفضت محاولاته للتقرب منها جنسياً. وزعمت خليلته آنذاك أن أوزبورن أخبرها ب"اللحظة الانتحارية التي يحلم بها" حيث تتضمن اقتحام منزلها مع مسدس، والانخراط في تبادل إطلاق نار مع الشرطة. وتبعاً للشكوى الجنائية التي وردت برواية الشرطة عن النهدي، فإنه كان واقفاً في الشارع الرئيسي أمام متجر توبر للبيتزا، يدخن سيجارة، بعد الثانية صباحاً ببعض الوقت، حين حدث احتكاك بينه وبين أوزبورن وبدأ الاثنان بالجدال. ولا توضح الشكوى الجنائية من بدأ بالجدال، وما سبب الجدال أو ما الذي قيل خلاله. وكان أوزبورن ذاهباً مع أربعة آخرين لتوبرز بما فيهم اثنان من أشقائه ووقف خارجاً بينما ذهب البقية للداخل لطلب بيتزا. وأخبر إيفان والترز، صديق النهدي، الشرطة لاحقاً أنه لم يكن مع النهدي في البار، لكنه رآه يدخن خارج توبرز وتوقف لمحادثته هناك. بينما كانا يتحادثان، أخبر والترز الشرطة أن رجلاً أبيض بدأ يتجادل مع النهدي بلهجة عدائية. استجاب النهدي بدوره بكلامٍ صاخب مع الرجل الأبيض وانفجرا بوجه بعضهما البعض، لذلك حاول والترز التدخل. دفع المشتبه به والترز، الذي لم يرَ النهدي يضرب، ولكنه رآه ساقطاً على الأرض. حاول والترز ورجل آخر -كان مع أوزبورن- يدعى ويليام هول مساعدة النهدي، الذي كان ينزف من فمه وأنفه، وبدا أنه يعاني من صعوبة في التنفس. وقال هول لاحقاً للشرطة أن أوزبورن لم يدفع النهدي ولكنه "لكمه لكمة مزدوجة"، وفقاً لما سمع من صديق آخر كان حاضراً في ذلك الوقت. تم وصف "اللكمة المزدوجة" على أنها توجيه لكمتين إلى الوجه في تعاقب سريع فوري. وأخبر الصديق الآخر الذي يدعى دونتي هيوز، وهو شقيق أوزبورن، الشرطة أنه رأى أوزبورن يؤرجح قبضته باتجاه النهدي بعد أن اقتلع النهدي سلسال أوزبورن من عنقه. وقال هيوز أنه سحب أوزبورن بعيداً عن النهدي، ثم ركض أوزبورن بعيداً، وفقاً للشكوى. وقالت امرأة من المارة، كانت قرب توبرز في وقت المشاجرة، للشرطة أنها مرّت أمام النهدي وأوزبورن، ولم يكن هناك أي تفاعل بينهما على الإطلاق. ولكنها سمعت لاحقاً صوتاً مقلقاً، فالتفتت وسمعت صوت رجل مجهول يسأل النهدي عما قاله للتو. وقد رأت النهدي يرفع يديه في الهواء مشيراً لعدم رغبته بحدوث مشكلة مع الرجل قبل أن يبدأ الاثنان بالصراخ بشكل متبادل. ثم ضرب الرجل المجهول النهدي. وأخبرت المرأة الشرطة بأن الرجل حاول توجيه ضربة أخرى إلى النهدي، وأن رأس النهدي ارتطم بالمبنى حين هوى أرضاً. وقال شاهد غير معروف يبلغ من العمر 17 عاماً، للشرطة أنه بينما ذهب إلى متجرٍ يعمل في ساعات متأخرة، اقترب منه رجل آخر قائلاً "أنه لكم شخصاً ما للتو مسبباً له نزيفاً". قال الرجل أنه بحاجة إلى من يقله إلى حرم جامعة ويسكونسون-ستوت لكن الشاهد أخبره أن لا فكرة لديه عن موقع الحرم. و"هدد الرجل أنه سيتوجب عليه تسديد لكمة لي أيضاً" وفقاً لما قاله الشاهد للشرطة. وحصلت الشرطة على فيديو المراقبة من متجر كويك تريب، ورأت أوزبورن. وقد حصلت أيضاً على إيصال يوضّح فيه استخدام أوزبورن بطاقة ائتمان أو بطاقة مسبقة الدفع لشراء علبة سجائر. ورغم أن السلطات صرّحت في البداية أنها لم تستبعد احتمال كون الحادث جريمة كراهية، إلا أنها صرّحت لاحقاً أن لا دليل على صحة ذلك. لم يذكر أحد من الشهود سماع شيءٍ محدد من قبل المشتبه به أو النهدي، أفادت الشكوى الجنائية. وأصرَّ أوزبورن أن المشاجرة "لم تكن بدافعٍ عرقي" دون أن يرغب بإضافة أي شيء آخر دون وجود محاميه، وفقاً للشكوى الجنائية. أخبر أوزبورن المحقق بأنه سيتصل به في الأيام المقبلة، وقام بذلك بالفعل في اليوم التالي، لكن عندما حاول المحقق الاتصال بأوزبورن بعد عدم اتصال الأخير لمرة ثالثة كان هاتف أوزبورن مفصولاً على الشبكة. نشر عميد جامعة ويسكنسون ستاوت، بوب ماير، بيانًا يوم الجمعة بعد معرفته بتعرض أوزبورن للاعتقال. وقال: "أتمنى أن يقدم هذا الاعتقال بعضاً من الراحة والعدالة لأسرة حسين في السعودية" يقول البيان. "لقد مروا بكابوسٍ حقيقي وقلوبنا وصلواتنا تستمر بالتضامن معهم. أتمنى أيضاً أن يشعر شركاء حسين بالسكن وأصدقاؤه بنوعٍ من الراحة عند سماعهم خبر الاعتقال". قال ماير إن وفاة حسين أثرت بجميع رواد الحرم الجامعي، وخصوصاً الطلبة الدوليين أو أبناء الأقليات، والذين كانوا قلقين على أمنهم الشخصي بعد مقتل طالب الجامعة الفتي، والذي كان يختص بإدارة الأعمال. "في ذات الوقت، قام العديد من الناس بالتواصل مع الطلبة في الجامعة لتطمينهم بأنهم يحيون ويدرسون في بيئة آمنة"، يقول ماير. "أتمنى استمرار هذه الجهود لمساعدة الطلبة على الشعور بالأمان في الحرم".