أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن عدد من الإجراءات المتعلقة بمكافحة الهجرة غير الشرعية، بعد مقتل عشرات الأشخاص جراء غرق مركب يقل مهاجرين قبالة مدينة رشيد في المتوسط. جاء ذلك خلال اجتماع عقده السيسي، السبت 24 سبتمبر/أيلول، مع اللجنة الأمنية المصغرة بحضور رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، ورئيس المخابرات العامة، ورئيس الرقابة الإدارية، لمناقشة عدد من الموضوعات على رأسها استعراض الموقف بالنسبة لحادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية الذي راح ضحيته أكثر من 164 غريقا. وفي بيان صحفي، صرح علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس أعرب خلال الاجتماع عن أسف مصر، قيادة وشعبا، لوقوع مثل هذه الحوادث التي تتسبب في إزهاق الأرواح. ووجه السيسي بقيام الأجهزة المعنية بالملاحقة القانونية للمتسببين في الحادث، والذين خالفوا القوانين المصرية والأعراف الدولية، واستخدموا وسائل غير شرعية لتهجير هذا العدد من المواطنين المصريين والأجانب، مستغلين قلة وعيهم في ظل ظروف إقليمية ودولية فرضت أن تكون مصر أحد معابر الهجرة غير الشرعية في هذه المرحلة. وأضاف أن السيسي طلب "قيام كافة أجهزة الدولة المعنية بتشكيل لجنة عمل فورية لمراجعة الموقف بالنسبة لإجراءات الإحكام على المنافذ البرية والبحرية والشواطئ لمنع التسلل إلى الأراضي المصرية". ووجه رئيس الدولة الحكومة بتنظيم حملات للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وكذلك التنسيق مع مجلس النواب لإنهاء الإجراءات المتعلقة باعتماد قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية. كما أمر السيسي بتكثيف إجراءات تسويق مبادرة تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للشباب، والتي تم تخصيص مبلغ 200 مليار جنيه لتنفيذها، لاسيما في المناطق الجغرافية التي تنتشر بها عمليات الهجرة غير الشرعية. وأوضح أن هذه الخطوات من شأنها المساهمة في القضاء على البطالة كأحد مسببات الهجرة غير الشرعية، حيث تستغل مجموعة من الخارجين عن القانون حاجة الشباب للبحث عن فرص عمل وهمية نظير مبالغ مالية كبيرة كانت كفيلة بأن تكون نواة لفرص عمل قانونية داخل الدولة. واعتبرت السلطات المصرية أن أكثر من 200 مهاجر غير شرعي في عداد المفقودين في حادث غرق مركب يقل 450 شخصا كانوا في طريقهم إلى أوروبا. ومنذ وقوع الحادث، يتجمع على الساحل في قرية برج رشيد كل يوم مئات من أقارب المفقودين في انتظار انتشال جثثهم. وقال شاهد عيان إن عددا منهم اقتحم، يوم السبت، مقرا أمنيا في المنطقة للتعبير عن الغضب إزاء تأخر انتشال الجثث. ويتوقع أن يكون هناك عشرات الجثث في جوف القارب الغارق على عمق نحو 12 مترا.