أكّد نائب رئيس حكومة الوفاق الليبية أحمد معيتيق أن بمقدور بلاده «وقف فاعلية تجّار البشر وظاهرة الهجرة غير القانونية في غضون سنة واحدة» وأن ذلك ممكن «عبر حصولنا على الدعم في إعادة تأسيس الشرطة الليبية وتأهيلها». وطمأن نائب رئيس الحكومة فائز السراج، أفريقيا بقوله أن «بلادنا لن تكون ديكتاتورية ولن تكون جندرمة في خدمة أوروبا». وتابع معيتيق: «نحن في حاجة إلى ما أطلق عليه رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي اسم «ماغريشن كومباكت» الذي يتلخّص في مشروع شامل تعمل عليه أوروبا مجتمعة في الاستثمار الاقتصادي والسياسي في أفريقيا». جاء ذلك في حوار طويل أجرته معه جريدة «لا ريبوبليكا» اليومية الإيطالية الواسعة الانتشار، تحدث فيه عن انتصارات حكومته ضد تنظيم «داعش»، «إثر محاصرة «سرت» وبدء الجيش الليبي بالاستجابة لرئاسة الحكومة. وتمكن حكومة الوفاق من بسط سيطرتها على 1900 كيلومتر في العاصمة في غضون 17 يوماً فقط». وكشف معيتيق أن «الاستخبارات الليبية أماطت اللثام عن انشقاقات في صفوف داعش في سرت، وأن اشتباكات اندلعت في ما بين أفراده». وأشار معيتيق إلى أن لا وجود لأي تنافس مع الفريق خليفة حفتر حول مكافحة «داعش»، «وإذا ما أراد قتال المتشددين فمرحى، لكن على العسكري أن ينصاع للسلطة السياسية». وأكد معيتيق متانة علاقة حكومته مع مصر التي عاد منها للتوّ، حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وقال: «لقائي مع الرئيس السيسي لم يكن مجرد لقاء جيد، بل جيداً للغاية، فالرئيس (المصري) لمس بوضوح أننا لسنا، نحن، العدو أو حلفاء الإرهابيين، كما كان البعض يصورنا». على صعيد آخر، أكّد رئيس وكالة «حبشيّة» الأب موسيه زيراي «ارتفاع أعداد المهاجرين صوب أوروبا عبر مصر، وتحديداً المهاجرين الإرتريين والإثيوبيين والذين يفّضل المسيحيون منهم، اختيار المسار المصري بدلاً من المسار الليبي، مخافة الوقوع في براثن «داعش» في ليبيا. وقال رئيس الوكالة المرشّحة لجائزة «نوبل» للسلام في حوار مع الجريدة الإخبارية لقناة «سات 20000» المقرّبة من الكنيسة الكاثوليكية أن «السجون المصرية تكتظ الآن بالمهاجرين الأفارقة لكونهم دخلوا البلاد في شكل غير قانوني، وتعيد السلطات المصرية أيضاً أعداداً منهم إلى بلادهم الأصلية». وأشار إلى أن «أوروبا موّلت بعض البلدان، عبر مشاريع للتعاون الدولي، للحيلولة دون خروج المهاجرين منها نحو الشمال». وأضاف الأب زيراي أن «هناك موجات من المهاجرين تسعى إلى بلوغ أوروبا عبر المسار الوحيد الذي بقي مفتوحاً في شكل ما، أي عبر البحر، ويواجه هؤلاء أخطاراً جمّة، سواء في التعامل القاسي أو الاغتصاب والخطف». في غضون ذلك، أعلنت السلطات الإيطالية أن 70 شخصاً على الأقل قُتلوا وفُقد عشرات آخرون خلال 3 أيام في 3 حوادث غرق جديدة في البحر المتوسط أحدها صوِّر مباشرة. وأعلنت البحرية العسكرية الإيطالية مساء أول من أمس، أنها انتشلت 45 جثة لمهاجرين قضوا بعد غرق مركبهم في البحر المتوسط، موضحةً أن حصيلة الضحايا يمكن أن ترتفع لأن عشرات الأشخاص ما زالوا مفقودين. وكتبت البحرية الإيطالية على حسابها على موقع «تويتر» أن «السفينة فيغا أنقذت 135 مهاجراً كانوا يستقلون زورقاً غرق نصفه. تم انتشال 45 جثة وعمليات البحث تتواصل». ووقع هذا الحادث الجديد بعد 24 ساعة تقريباً من حادث غرق آخر أودى بحياة ما بين 20 و30 شخصاً وبعد يومين من حادث ثالث أوقع 5 قتلى، ما يرفع الحصيلة الموقتة إلى أكثر من 70 قتيلاً خلال 3 أيام، إضافة إلى عشرات المفقودين. إلى ذلك، قال خفر السواحل الإيطالي أنه تم إنقاذ أكثر من 2000 مهاجر من قوارب في البحر المتوسط أول من أمس. وذكرت الأممالمتحدة وخفر السواحل أن حوالى 14 ألف شخص انتُشلوا على مدى الأسبوع من قوارب متهالكة. وأردف ناجون وأفراد من طواقم القوارب أن المئات ربما غرقوا رغم عدم وجود تقديرات رسمية عن أعداد القتلى.