تتواصل استعدادات مسرح الشارع بجادة "سوق عكاظ" في دورته العاشرة والمقرر انطلاقها في السادس من ذي القعدة الجاري، ويتصدرها عرض بعنوان "عبس وذبيان.. حكايات الشعر والحرب"، والذي ينقسم بدوره إلى 4 مشاهد منفصلة يستعرض كل منها محورًا منفصلاً من محاور السوق. ويأتي أحد مشاهدها تحت عنوان "حكمة القدر"، بينما يحمل مشهد آخر عنوانًا مثيرًا وهو "حوار السيوف"! ويرصد مشهد "حكمة القدر" مأساة رجل كبير بالسن يدعى "عُطيل" يهيم على وجهه في أرجاء السوق ويتصرف كالأطفال ويهذي بكلمات غير مفهومة، ويتبين – من سياق الأحداث التي يتم تنفيذها بأداء يتسم بالإثارة والتشويق والسرعة- أنه أحد كبار التجار وسيد من سادات قومه. وكان قد تعرض لاعتداء همجي من قطاع طرق سلبوه بضاعته وأفقدوه ذاكرته، وتستعرض الأحداث كيف عثر عليه أبناؤه في ضيافة عدد من التجار الكرماء. الكرم العربي يحسم حرب ال40 عامًا فيما يرصد مشهد "حوار السيوف" الخلاف الذي نشب بينقيس بن زهير من قبيلة "عبس"، وحذيفة بن بدر من قبيلة "ذبيان"، على استلام مهمة حماية قوافل حجاج المناذرة،التي كلف بها الملك النعمان بن المنذر قيس بن زهير أولاً، وتدخل حذيفة ليأخذها منه بالغدر والحيلة. فاقترح النعمان سباقًا بين فرسه الغبراء وحصان قيس داحس، والفائز فيه سيحمي قوافل المناذرة ويستفيد من أُعطيات النعمان، وينتهي السباق الدامي بفوز الغبراء وفارسها عدي بحيلة ماكرة. ومن ثم تثور ثائرة قيس وتشتعل حربًا متواصلة بين القبيلتين لمدة أربعين عامًا أنهاها الحارث بن عوف وهرم بن سنان من سادات ذبيان وأشرافها، بعد أن دفعا بكرمهما العربي ديات القتلى للطرفين من مالهما الخاص. ويُذكر أن المشهدين الأوليان من المسرحية هما "ذهب وعوسج" و"منازل الكرم".. ورصد الأول المروءة والشهامة العربية في القضاء على قطاع الطرق الذين كانوا يغيرون على القوافل التجارية، بينما رصد الثاني منازلات عديد من شعراء الجاهلية في ميدان الكلمة وتطرقت إلى مناقبهم,وتأتي المشاهد الأربع من تأليف حسين شاهين، وإخراج ممدوح سالم. ثورة على مفهوم المسرح التقليدي إلى ذلك، أكد ممدوح سالم منظِّم فعاليات "الجادة" ومخرج "مسرح الشارع" أن كل مشهد من مشاهد مسرحية "عبس وذبيان.. حكايات الشعر والحرب" بمثابة عمل مستقل بذاته. ويأتي المشهدان الأخيران "حكمة القدر" و"حوار السيوف" بثورة على مفهوم المسرح التقليدي، موضحًا أن الأحداث في سياق هذه المشاهد تتم بتناغم وسرعة وتكثيف لا يخل بالمضمون من جهة، ولا يسمح للمشاهد بأن يتسرب الملل إليه ولو للحظة واحدة، إضافة إلى أن "التكنيك" الجديد الذي تعتمده هذه المشاهد ينسف المفهوم النمطي والتقليدي عن هذه النوعية من الأعمال. وأضاف: أعد جمهور "الجادة" بأن يتجولوا بين أرجاء التاريخ العربي العريق لاسيما في فترة ما قبل ظهور الإسلام، وكيف كانوا ينتصرون لقيمهم، وأن يتعايش المشاهد مع الأداء المتفرد، والذي تكاملت فيه مختلف العناصر من أداء جموع الممثلين، وكذا محاكاة أزياء تلك الفترة من خلال إبداعات المصممة السعودية رضا غزاوي. وختم قائلاً: بذلنا وكل فريق العمل جهدًا لا يمكن وصفه في كلمات، لكن حتمًا سنرى أثره على وجوه جمهورنا الحبيب. يذكر أن فعاليات جادة "سوق عكاظ" تتم بالتعاون بين مؤسسة "رواد ميديا" والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برعاية سامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وبتشريف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا، وبدعم مباشر من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.