أكد منظِّم فعاليات جادة سوق عكاظ ومخرج "مسرح الشارع" ممدوح سالم، أن كل مشهد من المشاهد الأربعة لمسرحية "عبس وذبيان حكايات الشعر والحرب" يعالج محورا منفردا من محاور "سوق عكاظ"، ويتصدرها مشهد "ذهب وعوسج" الذي يرصد الحركة المستمرة في السوق، وما تتعرض له من مواقف عصيبة من جانب قطاع الطرق الذين يتربصون بالقوافل التجارية، ويعملون فيها السلب والنهب، لكن في المقابل تتجلى روح الفروسية والشهامة من جانب كبير تجار السوق وعموم التجار والفرسان، والذين يهرعون لنجدة القافلة وإنزال الهزيمة المنكرة بقطاع الطرق، وفي ذلك استنهاض لروح الفروسية والشهامة العربية ضد المعتدين على اختلاف أنماطهم عبر العصور. مخزون ثقافي تستهدف فعاليات جادة "سوق عكاظ" جميعها إبراز المخزون الثقافي الثري والمتنوع عند العرب مثل شعراء المعلقات والخطباء والحكماء مصحوبة بالعروض الحية لقوافل الهجن والخيول، وذلك بالتعاون مع مدرسة الجعيد للفروسية، إضافة إلى عروض لأهم الحرف والصناعات اليدوية وإبداعات الأسر المنتجة، وعروض المقتنيات الأثرية والتراثية. ذهب وعوسج ترصد أحداث مشهد "ذهب وعوسج" تفاصيل الحركة اليومية والبيع والشراء داخل "سوق عكاظ" وتوافد القوافل التجارية عليه خاصة قافلة اليمن، ليفاجئ المشاهد ضمن أداء يتسم بالبراعة والسرعة بسطو مسلح على القافلة من جانب قطاع طرق يقومون بنهب البضائع وبيعها في السوق بثمن بخس، فتأبى شهامة وكرامة كبير التجار وجموع التجار والفرسان قبوله أو غض الطرف عنه، فيهبون لنجدة القافلة، والتصدي للمعتدين، ومن ثم هزيمتهم وأسر بعضهم وبيعهم كعبيد في السوق من قبل نخاس بارع. مشهد منازل الكرام مشهد "منازل الكرام" فيرصد استضافة الشاعر الشهير النابغة الذبياني لمجموعة من غرمائه أساطين الشعر وعلى رأسهم كعب بن زهير، وجرول بن أوس العبسي المعروف ب"الحطيئة"، والسموأل بن غريض بن الحارث، والمتلمِّس جرير الضبعي، والشَّنْفَرَى ثابت بن أواس، وبأداء متسارع يتسم بالسلاسة والفصاحة يدور حوار حول المعلقات وسبب تسميتها، ويتحدثون بفخر واعتزاز عنها وعن أصحابها، ومن ثم يبدأون بمساجلة الشاعرين "امرؤ القيس والعبيد بن الأبرص" مشيدين بقوتهما وعظمتهما.