البعض يبقى مهادناً يخفي انتهازيته ويخدع الجميع ليباركوا جلوسه على الكرسي .. حتى ينجح في الوصول فيظهر سوءه.. مع ذلك يبقى وتبنى الخطط والاستراتيجيات للتواؤم مع أخطائه بدل أن تعالج .. هذا وهؤلاء كانوا ولازالوا ضعفاء.. ممارساتنا الإدارية الخاطئة من صنعت قوتهم الزائفة فتوهمنا صعوبة زحزحتهم عن مواقعهم. أحد الأصدقاء ما زال يذكر سؤالاً استفزه في صغره سمعه من أحد المسنين .. كان يسأل عن الأسهل في الانقياد للقائد هل هو الشخص الضعيف أم القوي ؟ كانت المفاجأة أن رؤية الشيخ الأُمي تعاكس رؤية الجميع الذين اعتقدوا أن الضعيف هو الأسهل .. برر ذلك بأن القوي يسهل قيادته لأنه لا يقاد إلا بقناعة حقيقية وإذا وصل لهذه القناعة يستحيل زحزحته عنها وسيؤدي رسالته كما أراد القائد دون الحاجة لمراقبته عكس الضعيف الذي يقبل بالأوامر دون قناعة ويحتاج لمراقبة حتى ينفذ ويسهل عليه التراجع عند الإخفاق ويفتقد للقيم فيتلون حسب قوة من يواجه. يا ترى كم ضعيف مُتنمر تعج به إداراتنا ومؤسساتنا ؟!! هؤلاء على ضعفهم المعرفي والمهاري هم رؤوس الفساد الإداري..يستأسدون في مواقعهم الخطأ بتتبع سقطات رؤسائهم ومرؤوسيهم لإضعافهم خشية مواجهة القوة العادلة التي حتماً ستسكت أي صوت نشاز يوقف انطلاقة المنظومة للإبداع والتألق. في النهاية تعد استمرارية أي مسؤول في موقع القيادة دون أن يقدم ما يشفع له بالبقاء جناية عظمى ترتكب في حق العمل الإداري المتطلع للإنتاجية العالية وخلق بؤر استيطان للفساد قد لا يمكن إزالتها مستقبلاً إذا تعددت وتكلست. الحل يكمن في دعم قادة التغيير في محاولاتهم الجريئة للإصلاح بدءا من تغيير الفكر ومروراً بتغيير المواقع وصولا للاستئصال بإزاحة الفاشلين عن صياصيهم وإجبارهم على ممارسة العمل التنفيذي المناسب لقدراتهم المتواضعة بعيداً عن القيادة أو دفعهم للانسحاب بالكلية .. حل يدعم تداول السلطة للقيادات الواعدة لتجديد نشاطهم والاستفادة من خبراتهم وإبعادهم عن النمطية المهلكة والأهم من كل ذلك الحيلولة بينهم وبين هيمنة فكر الزعامة الكرتونية.. نفعل ذلك أو نرضى أن نناضل ككل الفراعنة للبقاء على ذات الكرسي وخوض معركتنا الأبدية ضد التغيير.