يحكى أن الهياط قد بلغ في أحد الأزمنة مبلغاً عظيماً، وشأناً كبيراً، حتى عرفه البعيد والقريب وأصبح حديث العامة والخاصة، وأصبح المهايط ممن يشار إليه بالبنان وتسير بأخبار مقاطعه الركبان، فهناك من أبى إلا أن يغرق أيدي ضيوفه بدهن العود إمعاناً في اقتناص فرصة الوصول إلى كتاب جينيس للأرقام القياسية في مجال الهياط. ويقال أن أحدهم أقترح على ضيوفه أن يغتسلوا ببعض الأقداح الممتلئة بدهن العود فهو يرى أن غسيل الكفين قد لا يبلغه درجة الهياط المنشودة، أما الآخر فقد بلغ به الهياط مبلغاً كبيراً بعد أن أراد أن يزرع مجلسه بالهيل ولكن ولكون السعودية ليست من الدول التي لا ينبت فيها الهيل فقد ارتأى هداه الله أن يأتي بأكياس الهيل فيصبها في مجلسه صباً وينثرها أمام الحاضرين نثراً وهو بطبيعة الحال لم يفعل ذلك إلا بعد أن تأكد من أن كاميرات الجوالات تسجل هذا الحدث. وما ذاك إلا لكي يعلم صاحب دهن العود أن هياطه قد ذهب أدراج الرياح وأصبح دقة قديمة كما يقال، فالأمر على ما يبدو قد تعدى مرحلة علب العود المصفوفة ومسألة غسيل الكفين إلى إحضار أكياس الهيل على متن الشاحنات الكبيرة وسكبها في المجالس، وأمام هذه الطفرة الكبيرة في عالم الهياط فقد اقترح بعض المقربين من صاحب دهن العود ولكي يتجاوز هذه المعضلة الهياطية التي أدت إلى انخفاض أسهمه في ساحة الهياط أن يحضر في المرة القادمة صهريجاً مملوءًا بدهن العود ليغتسل به الضيوف قبل أن يسبقه أحد إلى ذلك فالزمن هو زمن الهياط. ويرى بعض المحللين ممن يعرف طبائع القوم وممن هو مطلع على أسرار الهياط وأصحابه أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد وأن التنافس سيبقى على أشده بين هؤلاء بينما ستظل الساحة مفتوحة لاستقبال مهايطين جدد ومن يدري فقد يصل الأمر إلى أن تقوم إحدى القنوات التلفزيونية إلى نقل وقائع هذا الهياط على الهواء مباشرة وذلك عملاً بالمقولة الإعلامية المشهورة "الجمهور عاوز كده" وقد يصبح المهايطي رمزاً من رموز المجتمع ومن المؤثرين في تكوين النشء الصغير، أو قد يصبح بطلاً على غرار بطولة رامبو الأمريكي وحين ذلك سنتمكن من غزو العالم بثقافة الهياط وتصديرها إلى كافة شعوب الأرض.