دفعت السلطات السورية بتعزيزات من قوات الأمن والجيش إلى مدينة بانياس السورية الساحلية، حيث تمركزت سيارات تابعة للجيش في عدة مواقع من المدينة، وسط سماع إطلاق نار متقطع. وأفاد شهود عيا بالمدينة أن دبابات الجيش السوري تحاصر بانياس الواقعة على بعد 280 كيلو مترا شمال غرب دمشق، حيث يتمركز مسلحون في منطقة القوز ويطلقون النار على الأحياء السكنية، بينما أكدت منظمات حقوقية أن السلطات قامت بحملة اعتقالات في الليل وقطعت التيار الكهربائي عن المدينة. وكان شهود عيان أكدوا مقتل ستة متظاهرين وجرح 22 آخرين برصاص قوات الأمن في مواجهات الأحد الماضي، في حين أعلنت الحكومة السورية عن تعرض وحدة من الجيش لكمين مسلح ما أدى إلى مقتل تسعة عسكريين بينهم ضابطان وإصابة عدة جنود آخرين بجروح. هذا وأعلنت الحركة الرئيسية لحقوق الإنسان في سوريا أن عدد القتلى منذ بدأ الاحتجاجات قبل أسابيع وصل إلى ما يقارب 200شخص، ومئات الجرحى والمصابين. ودعا رئيس إعلان دمشق في المهجر أنس العبدة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى عقد جلسة طارئة للجامعة لدرس ما وصفها بالمذابح التي ترتكب بحق الشعب السوري وفرض عقوبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية على النظام السوري. كما طالب العبدة في رسالة له إلى موسى بدعوة قادة المعارضة السورية من أجل الاستماع إلى وجهة نظرهم لما يجري في سوريا. في الأثناء اعتقلت السلطات الصحفي والكاتب السياسي المعروف فايز سارة، وهو أحد المعتقلين السابقين بسبب مشاركته في اجتماع المجلس الوطني لإعلان دمشق. وقالت منظمات حقوقية سورية إن سارة اعتقل مجددا واقتيد إلى جهة مجهولة. من جهة أخرى قالت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية اعلي هيئة سياسية في سوريا أمس الاثنين إن البلاد تتعرض لتحديات خطيرة بفعل مؤامرات وضغوط خارجية قالت إنها تهدف إلى النيل من المواقف القومية المبدئية لسوريا. ودعا بيان للجبهة إلى “التمييز بين تطلع المواطنين إلى الإصلاح والتعبير عن رغباتهم المشروعة ومطالبهم المحقة وبين ممارسات أدوات المؤامرة الممولة والمدربة من قبل دوائر بقصد الإضرار بسورية والإساءة إلى سمعتها وإضعاف موقفها القومي والوطني” يضيف البيان. واتهمت الجبهة بعض الجهات بدفع “عصابات مخربة ووجهت أياديها لآثمة في بعض المناطق السورية لقتل المواطنين تارة ورجال الأمن تارة أخرى بقصد إثارة البلبلة والفوضى وإحداث الفتنة وترويع المواطنين وإحراق ممتلكاتهم الشخصية والاعتداء على مقرات المؤسسات الحكومية وتدمير الأملاك العامة التي تعد ملكا للشعب واغتيال مجتمع الأمن والاستقرار والأمان الذي ينعم به شعبنا “وفق ما جاء في البيان. إلى ذلك أعلن زعيم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا دعمه للمحتجين قائلا إن “حملة القمع العنيف ساهمت في إذكاء الاحتجاجات.” وقال المراقب العام للحركة المهندس محمد رياض شقفة من منفاه في السعودية إن الإخوان لا يقفون وراء الاحتجاجات ولكنهم يؤيدون مطالبة المحتجين بمزيد من الحريات