أعلن ناشطون حقوقيون وشهود أن دبابات الجيش السوري تحاصر مدينة بانياس الساحلية التي سادها هدوء حذر أمس مع اغلاق المدارس والمحال التجارية وتوقف العمل في الدوائر الحكومية. وشيع أهالي المدينة جثامين أربعة قتلوا أول من أمس باطلاق النار عليهم، فيما فرقت قوات الأمن عشرات الطلاب تجمعوا أمام كلية العلوم في «جامعة دمشق» للتضامن مع ضحايا تظاهرات درعا وبانياس. وتجددت الانتقادات الدولية لاستخدام العنف لتفريق المتظاهرين، فدعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا السلطات السورية الى احترام حق التظاهر السلمي والتوقف عن اللجوء للعنف والبدء بإصلاحات. وكان الرئيس بشار الأسد استقبل وفداً من أهالي مدينة دوما ظهر اول من امس حيث قدم لهم «التعزية بالشهداء» الذين سقطوا خلال التظاهرات الأخيرة في المدينة. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الأسد استمع لآراء الأهالي حول أحداث دوما، وما يمكن فعله لتجنب تكرارها. وقالت «ان الأهالي ابدوا حرصهم على امن الوطن واستقراره، ورفضهم أي شكل من أشكال العنف أو التخريب، إضافة إلى التعبير عن ارتياحهم لشمل أحداث دوما في أعمال لجنة التحقيق» التي تشكلت بعد تظاهرات مدينتي اللاذقية ودرعا حيث سقط عدد من الضحايا بالرصاص. وعن الأوضاع الأمنية في بانياس، قال أنس الشهري أحد قادة الاحتجاجات لوكالة «فرانس برس» ان الجيش «يحاصر المدينة بثلاثين دبابة». وأضاف ان مسلحين يطلق عليهم اسم»شبيحة النظام يتمركزون في منطقة القوز ويطلقون النار على الأحياء السكنية»، مشيراً الى أنهم «يطلقون النار أيضاً على الجيش لجره الى حرب مع الشعب». وروى أحد الشهود لوكالة «رويترز»: «حاولنا الوصول الى بانياس من المخرج الرئيسي المتفرع من الطريق السريع الساحلي لكن الشرطة السرية أغلقت الطريق وتغير اتجاه السيارات. كما أغلقت الطرق الجانبية». وذكر ناشط حقوقي ان «نداءات أطلقت من منابر الجوامع تناشد الجيش التوقف عن إطلاق النار»، وروى ان «ثلاثة جنود حاولوا الانضمام الى المحتجين بعدما رفضوا إطلاق النار، إلا أن المسؤولين عنهم أطلقوا النار عليهم مما تسبب بإصابتهم». وفي دمشق، فرقت قوات الأمن عشرات الطلاب تجمعوا أمام كلية العلوم في «جامعة دمشق» للتضامن مع من قضوا في تظاهرات درعا وبانياس. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي: «إن قوات الأمن تدخلت وفرقت مجموعة من الطلاب تجمعت للتضامن مع شهداء بانياس ودرعا في كلية العلوم»، مشيراً الى «ورود أنباء عن اعتقالات قامت بها أجهزة الأمن، إلا أنه لم يتسن التأكد من العدد». الى ذلك، نقلت «فرانس برس» عن المحامي خليل معتوق رئيس المركز السوري للدفاع عن حرية الرأي ان «عناصر من الاجهزة الامنية اعتقلت الكاتب فايز سارة من منزله في الغزلانية (ريف دمشق) واقتادته الى جهة مجهولة»، من دون ان عن سبب الاعتقال. وقال معتوق ان «الكاتب سارة انسان مشهود له بوطنيته ولم يقم باي عمل يتنافى مع ذلك، وانما كان يدلي بآرائه في لقاءات اعلامية حول كيفية الوصول الى اصلاح جدي وامن ومتميز». واضاف معتوق «ان الكاتب ساره هادئ بتصريحاته وينبذ العنف». وطالب معتوق ب»الافراج فورا عن الكاتب السوري وباصدار قرار بعدم اعتقال اي شخص على خلفية التعبير عن رأيه». وكان سارة بين المثقفين الذين تمت دعوتهم الى حوار مع جهات مقربة من السلطة للتعبير من خلاله عن آرائهم حول الاصلاحات السياسية والحريات العامة. ودانت الخارجية الفرنسية أعمال العنف في سورية ودعت السلطات الى «الكف فوراً عن استخدام القوة ضد المتظاهرين»، مشددة على أن «الإصلاح والقمع أمران متعارضان». وبينما دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ دمشق الى «احترام حق التظاهر وحرية التعبير»، وصفت الحكومة الألمانية أعمال العنف بأنها «مثيرة للسخط والقلق». وقال الناطق باسم الحكومة إن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل تدعو السلطات السورية «والرئيس الأسد شخصياً الى الدفاع عن حق التعبير السلمي والتظاهر السلمي»، موضحاً أن برلين تنتظر «تنفيذ» الوعود بالإصلاحات السياسية في سورية.