اعلن ناشط حقوقي سوري امس ان الجيش يحاصر مدينة بانياس الساحلية (280 كلم شمال غرب دمشق) وذلك بعدما شيعت المدينة صباحاً اربعة قتلى قضوا الاحد في مواجهات دامية. وكان شهود عيان اكدوا الاحد مقتل اربعة متظاهرين وجرح 22 آخرين برصاص قوات الامن في حين اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) تعرض وحدة من الجيش لكمين مسلح ما ادى الى مقتل تسعة عسكريين بينهم ضابطان واصابة جنود آخرين بجروح. وقال احد قادة حركة الاحتجاج انس الشهري لوكالة فرانس برس ان "الجيش يحاصر المدينة بثلاثين دبابة". واضاف ان "شبيحة النظام يتمركزون في منطقة القوز ويطلقون النار على الاحياء السكنية"، مشيرا الى انهم "يطلقون النار ايضا على الجيش لجره الى حرب مع الشعب" لافتا الى ان "بعض عناصر الجيش قتل فيما جرح آخرون". وكان ناشط حقوقي رفض كشف هويته قال في اتصال من بانياس مع وكالة فرانس برس ان "الجيش يحاصر المدينة حيث انتشرت حولها 17 دبابة". وكشف الناشط ان "ثلاثة جنود حاولوا الانضمام الى المحتجين بعد ان رفضوا اطلاق النار الا ان المسؤولين عنهم اطلقوا النار عليهم مما تسبب باصابتهم". من جهته، وجه امام جامع الرحمن الشيخ انس عيروط نداء استغاثة باسم سكان مدينة بانياس طالب فيه "بالتدخل السريع لقوات الجيش ليقوموا بايقاف هذه العصابات المتمثلة بأشخاص معروفين يمكن القبض عليهم وتمشيط مناطقهم، القوز وضهر محيرز والقصور". وفي دمشق، اعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لفرانس برس ان "السكان قاموا صباح أمس بتشييع القتلى الاربعة الذين قضوا في احداث الاحد" مشيرا الى "انهم جميعا من المدنيين". واكد ان "السلطات السورية قامت مساء امس بتوقيف اثنين من ابرز مساعدي (نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام) هما محمد علاء بياتي واحمد موسى"، مرجحا ان "يكون التوقيف تم على خلفية اتهامهما بادارة الاحتجاجات في بانياس" التي يتحدر منها خدام. من جهة ثانية فرقت قوات الامن امس مجموعة من الطلاب تجمعوا امام كلية العلوم في جامعة دمشق للتضامن مع من قضوا في مظاهرات الاحتجاج التي تشهدها سوريا منذ 15 مارس، واعتقلت بعضهم. وبث موقع الفيديو "يوتيوب" شريطا يظهر تجمعا لعشرات الطلاب في ساحة الجامعة امام مبنى كلية العلوم في دمشق وهم يهتفون بشعارات تنادي بالحرية والوحدة الوطنية وفداء للشهيد منها. في هذه الاثناء أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السلطات الأمنية شنت حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات، بينهم قيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وصحافية، فيما نقل عن الرئيس بشار الأسد أنه أمر بالإفراج عن 191 موقوفاً من أبناء دوما، القريبة من دمشق. وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقراً له، في بيان له أمس إنه علم ان السلطات السورية "شنت حملة اعتقالات واسعة خلال الأيام الماضية على خلفية تظاهرات الحرية طالت العشرات" ، ودعا السلطات السورية إلى "الإفراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون السورية. وتابع ان محافظة ديرالزور الواقعة شرق سوريا "شيّعت مساء أمس جثماني اثنين من أبنائها استشهدا في مدينة حمص بسبب تعرضهما لإطلاق نار وهما، محمود سليمان وأحمد الكليب". في غضون ذلك، نقلت صحيفة "الوطن" ان الرئيس الأسد التقى وفداً من أهالي دوما، في ريف دمشق، ونقل عنه انه يعتبر كل "من سقط من الشهداء"، وأن "دماء كل سوري غالية علينا وكل السوريين متشابهون في هذا الإطار". ونقلت الصحيفة عن عدنان الساعور، وهو أحد مسؤولي اللجان الشعبية في دوما أن الرئيس السوري أمر بالإفراج عن 191 موقوفاً من أبناء دوما.