المرأة هي ذلك الكائن الجميل الذي خلقه الله تعالى من الموقع الأقرب الى قلب الرجل .. وقد أراد الخالق ذلك لكي تستشعر المرأة أنها مستظلة تحت جناح الرجل الذي يحنو عليها ويرافقها بلين ويسير معها في الحياة بتعاون ومؤازرة يستند عليها ، وتستند عليه .. ولكن للأسف فإن الكثير من السيدات حول العالم يفتقدن إلى هذا الشعور ، نتيجة السلوكيات السلبية التي يفعلها الرجال تجاه النساء.. فكم تعرضت المرأة على مدار الأيام والسنين إلى أشكال عديدة من العنف الجسدي والجنسي والنفسي واللفظي وغيرهم.. هناك أجيال تتوارث إهانة المرأة .. وتحقيرها .. وتهميشها .. ووضعها في خانة واحدة لا يحق لها أن تتجاوزها فهي فقط مصنع لإنتاج الأبناء. مرت السنوات على العالم وهو يعاني من تعنيف المرأة ، وقليل من وقف ليدافع ، ويعترض ويناضل ويصرخ .. أوقفوا العنف ضد المرأة إلى أن جاءت مجموعه من السيدات الناشطات وحددن يوماً هو الخامس والعشرين من نوفمبر ليرفعن أكفهن في وجه العنف وكان هذا اليوم تكريماً للأخوات ماريبال اللاتي تم اغتيالهن فيه هذا اليوم من عام 1960م وبتدبير من الديكتاتور الحاكم في بلدهن الدومنيكان لأنهن من المناضلات وفي عام 1999م اختارت منظمة الأممالمتحدة هذا اليوم من كل عام كيوم عالمي لإنهاء العنف ضد النساء. واختارت اللون البرتقالي لتجسيد مستقبل مشرق من دون عنف ضدها. ولذلك.. تنظم نساء الأممالمتحدة وشركاؤهن مناسبات عالمية لزيادة الوعي وإظهار التضامن مع النساء والفتيات على أن يكون اللون البرتقالي طاغياً على تلك المناسبات. إن المرأة تتعرض للعنف بنسبة عالية حسب الاحصائيات العالمية.. فقد أكدت هذه الاحصائيات على أن امرأة واحدة من كل ثلاث تعرضت للعنف الجسدي في مرحلة من مراحل حياتها.. كما أشارت الى أن قرابة 4,5 مليون امرأة حول العالم تعاني من الاستغلال الجنسي.. هذه الأرقام لا بد أن تهزنا هزاً شديدً للوقوف على أهمية زيادة الوعي وإظهار التضامن مع النساء اللاتي وقعن فريسة للانتهاك والعنف بجميع أشكاله.. خاصة وأن دولنا العربية تعاني من اشكال التعنيف ضد المرأة لإن القوانين الموضوعة لردع التعنيف ما زال فيها فجوات تحول دون التطبيق الصحيح لها ، كما أن كثير من النساء مازلن يرفضن الابلاغ عن تعرضهن للعنف. خلاصة القول يا جماعة.. اليوم العالمي لوقف العنف ضد المرأة هو صرخة حق في وجه الباطل.