قال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) إحدى أكبر شركات البتروكيماويات في العالم إن هبوط أسعار النفط ليس الأول ولن يكون الأخير وإن المملكة ستمضي قدما باقتصادها القوي رغم تلك الغيوم. وأكد محمد الماضي خلال مقابلة مع رويترز على هامش مؤتمر صحفي عقدته الشركة لإعلان نتائجها الفصلية أن الطلب على البتروكيماويات سيظل ينمو مادام هناك نمو سكاني على مستوى العالم وإن البتروكيماويات ستحقق نموا مرضيا في ظل الزيادة السكانية وتوافر خامات اللقيم. وقال "الاقتصاد السعودي ينمو وهو أكبر اقتصاد في المنطقة. المملكة أعلنت ميزانية قوية وحافظت على مستوى مرتفع للإنفاق…أنا واثق من أن هبوط أسعار النفط ليس المرة الأولى ولن يكون المرة الأخيرة لهذا فإن المملكة ستمضي قدما." وبسؤاله حول توقعاته لنمو الطلب على البتروكيماويات مستقبلا قال الماضي "هناك دائما اتجاهات كبرى أبرزها هو النمو السكاني. سيظل عدد السكان في نمو ولهذا سيظل هناك طلب على البتروكيماويات لكن لا يمكن تحديد نسبة لذلك." "لا يمكن أن يتعرض الطلب على البتروكيماويات للهبوط مادامت هناك زيادة في السكان بل سيظل يدعم النمو وفي ظل توافر مواد اللقيم في أمريكا الشمالية والصين والشرق الأوسط وأماكن أخرى سيكون النمو مرضيا." وإلى جانب أسعار النفط ترتبط نتائج الشركة السعودية ارتباطا وثيقا بالنمو الاقتصادي العالمي نظرا لأن منتجاتها من البلاستيك والأسمدة والمعادن تستخدم بشكل مكثف في البناء والزراعة والصناعة وتصنيع السلع الاستهلاكية. وأعلنت سابك في وقت سابق من اليوم الأحد انخفاضا نسبته 29 بالمئة في صافي أرباح الربع الأخير من 2014 بفعل انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات. وقالت أكبر شركة مدرجة في الخليج في بيان للبورصة إنها حققت أرباحا قدرها 4.36 مليار ريال (1.16 مليار دولار) في ثلاثة أشهر حتى 31 ديسمبر كانون الأول مقابل 6.16 مليار قبل عام. وجاءت الأرباح دون توقعات محللين في استطلاع أجرته رويترز بتحقيق 5.5 مليار ريال في المتوسط خلال الربع الرابع. كما جاءت أقل من أرباح قيمتها 6.18 مليار ريال سجلتها الشركة في الربع الثالث. وقالت سابك إن مبيعاتها في الربع الأخير من عام 2014 بلغت 43.4 مليار ريال (11.6 مليار دولار) بانخفاض عشرة بالمئة عن 48.4 مليار ريال قبل عام. آفاق 2015 خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر الشركة في الرياض قال الماضي للصحفيين إن توقعات 2015 تتوقف على أسعار النفط وأنه مازال من الصعب التكهن بها لكن الشركة قد تواجه تحديات أوائل العام الحالي. وبسؤاله حول توقعات الأداء للربع الأول من العام قال الماضي "معروف الجواب للربع الأول إلا إذا حدثت معجزة…الأوضاع فيها تحديات." وتابع "لو كان العرض والطلب في أفضل حال حتى مع نزول أسعار النفط ما كانت أضرت بنا … من الصعب التكهن بمستوى الأسعار." وأوضح أن نزول أسعار النفط يعني نزول النافتا التي تدخل في صناعة البتروكيماويات وهو ما يؤدي لانخفاض تكلفة الإنتاج وتزايد المنافسة. وأضاف "لقد اعتدنا على مثل هذه الدورات…لا نعمل في هذا المجال من أجل عام 2015 فقط ولكن نعمل لسنوات كثيرة قادمة." وقال الماضي إن الشركة المملوكة للدولة بنسبة 70 بالمئة ستلتزم باستراتيجيتها للمدى الطويل والمتمثلة في التركيز على الاستثمار في الصينوأمريكا الشمالية والسعودية بحيث تكون قريبة من المواد الخام أو من الأسواق. وبسؤاله حول ما إذا كان وضع الاقتصاد العالمي قد يدفع الشركة لتقليص الوظائف لاسيما في أوروبا قال الماضي لرويترز "نحن لسنا في أزمة. نحن شركة تحقق أكثر من 23 مليار ريال سنويا وأكثر من أربعة مليارات في الربع الواحد…يمكن السؤال عن ذلك عندما نسجل خسائر." التوسع المستقبلي أوضح الماضي خلال المؤتمر أن الشركة ستظل تتفقد بعناية فرص الاستحواذ في الولاياتالمتحدة والاستثمار في صناعة الغاز الصخري الأمريكي لكنه لم يخض في تفاصيل. كان الماضي قال قبل عام إن الشركة تتوقع دخول سوق الغاز الصخري في 2014. كما أوضح لرويترز خلال المقابلة أن الشركة لا تزال في المراحل الأولى لدراسة التوسع في القارة الأفريقية لاسيما في الجنوب حيث تتوافر المواد الخام لكن سيتعين أولا بناء قاعدة العملاء قبل الخوض في أي مشروعات وهو أمر سيستغرق بعض الوقت. لكنه قال إن تراجع أسعار النفط يجعل سابك "تفكر مرتين" بشأن خطط بناء مصنعين جديدين للصلب في رابغ والجبيل والتي تدرسها شركتها الشقيقة الشركة السعودية للحديد والصلب (حديد) ومن المتوقع أن يتكلفا 4.26 مليار دولار. لا خطط لسندات وأوضحت سابك إنها لا تنوي إصدار سندات جديدة هذا العام وقال مسؤول خلال المؤتمر الصحفي إن الشركة تدرس إعادة تمويل قرضين يستحقان في يونيو حزيران ونوفمبر تشرين الثاني. وقال إن قيمة القرض المستحق في يونيو حزيران تبلغ مليار دولار. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مقابلة .. رئيس سابك : هبوط النفط ليس الأول ولا الأخير وملتزمون بخطتنا