سجلت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) انخفاضا نسبته عشرة بالمئة في صافي أرباح الربع الأول من العام بفعل تأثر المبيعات بعمليات الصيانة لكن النتائج جاءت متماشية مع توقعات المحللين. وقالت أكبر شركة بتروكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية إنها تراجع آفاق النمو على مستوى العالم لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية الأوروبية وإنها تتوقع أن يكون عام 2013 مماثلا للعام الماضي ليبدأ التحسن بعد ذلك. وبلغ صافي أرباح سابك في الربع الأول 6.56 مليار ريال (1.75 مليار دولار) مقارنة مع 7.27 مليار ريال قبل عام وعزت الشركة تراجع الانتاج والمبيعات إلى أعمال صيانة مجدولة في منشآت بعض وحداتها. وكان 11 محللا استطلعت رويترز أراءهم توقعوا أن تبلغ أرباح سابك في المتوسط 6.59 مليار ريال في الربع الأول من 2013. وقال محمد الماضي الرئيس التنفيذي للشركة خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر الشركة اليوم السبت إن النتائج جاءت إيجابية وإن الزيادة في بعض أسعار المنتجات أحدثت أثرا ملحوظا في الحد من التراجع. وأضاف أن الأزمة الأوروبية لا تزال تؤثر على الطلب وقال “نحن الآن في مرحلة مراجعة النمو في جميع أنحاء العالم خاصة في ظل التقشف في أوروبا.” وكانت سابك قالت يوم الخميس إنها تعتزم خفض 1050 وظيفة في أوروبا واغلاق بعض العمليات هناك بعد أن أضر انخفاض الإنفاق الاستهلاكي بالطلب. وقال الماضي “سابك لا تفعل هذا لانها تريد تسريح عمال أو اغلاق أي وحدات. وانما تفعل ذلك لان الوضع يتطلب ذلك…كل الشركات تعيد النظر في تكاليفها في اوروبا وكبار المنافسين أغلقوا بعض وحداتهم هناك لكن سابك قامت باغلاقات وتسريحات محدودة.” ووصف الماضي أوروبا بانها “حالة خاصة” وقال إن القارة ستظل سوقا بالغة الأهمية للشركة حتى في الأوقات الصعبة وإن سابك شركة كبيرة ولن تتأثر باغلاق بعض الوحدات أو خفض بعض الوظائف. وقال “أوروبا لا تزال سوقا مهما للغاية ونحن من أكبر ثلاث شركات هناك ولكن في ضوء الوضع الراهن نعيد النظر في استراتيجيتنا.” واضاف “ثقلنا لا يزال في المملكة (العربية السعودية) ولذا سيكون تأثير الأزمة الأوروبية محدودا.” وحول توقعاته للنمو خلال ما تبقى من العام قال الماضي أنه لا أحد يستطيع التكهن بالأسعار العالمية للبتروكيماويات لهذا العام ولهذ من المتوقع “أن يستمر 2013 على نفس وتيرة 2012.” مضيفا “التحسن سنشهده بعد 2013.” وقال “الوضع الذي يمر به العالم حاليا وضع متذبذب. متى ما تحسن الوضع في أوروبا سينعكس ذلك على جميع الدول الأخرى.” وحول أهم الأسواق الداعمة لنمو الشركة قال الماضي “الصين لا تزال العمود الفقري للنمو في آسيا رغم انخفاض نسبة النمو عن الأعوام السابقة. وفي امريكا السوق لا تزال تنمو وهناك تحسن في قطاع التشييد والبناء.” ونظرا لدخول منتجات سابك في نطاق واسع من الصناعات يمتد من السيارات إلى تشييد المنازل والسلع الاستهلاكية الرخيصة فإنها تكون شديدة الحساسية لاتجاه الاقتصاد العالمي وتعثر التعافي الاقتصادي في الصين على نحو غير متوقع في الربع الأول من 2013 مع تباطؤ إنتاج المصانع والإنفاق على الاستثمار مما دفع محللين للبدء في خفض توقعات النمو للعام بأكمله رغم إصرار المسؤولين على أن النظرة المستقبلية تبعث على التفاؤل. ونما اقتصاد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم 7.7 بالمئة في الربع الأول مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي لكن بوتيرة أقل عن الربع الأخير من العام الماضي عندما نما 7.9 بالمئة. وقال الماضي إن الصين أكبر سوق في العالم ولا تزال تنمو باكثر من سبعة بالمئة مضيفا “نحن متفائلون للغاية بتحسن النمو هناك.” وأبدى تفاؤله بالنمو في المستقبل في ظل استمرار النمو في أمريكا والجهود الحثيثة لمعالجة الأزمة الأوروبية. وقال “انا متفائل بالمستقبل لكن نحتاج الوقت الكافي لننفض عنا هذه العوامل. بمجرد التخلص من هذه الأمور سنعاود الانتعاش الجيد خلال العامين المقبلين.” وخلال الربع الأول ارتفع صافي ربح سابك من 5.93 مليار ريال في الربع الأخير من 2012 وذلك بفضل ارتفاع أسعار مبيعات بعض منتجاتها التي لم تحددها. وبلغت مبيعات سابك 46.74 مليار ريال في الربع الأول مقارنة مع 48.34 مليار قبل عام وفقا لتصريحات مسؤولي سابك في المؤتمر الصحفي. وقال محللون إن نتائج سابك جاءت متوافقة مع التوقعات لكن هناك إشارات على انخفاض هوامش الربح عن مستواها قبل عام. وقال تركي فدعق رئيس الأبحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار “هناك تحد كبير أمام سابك في ظل تراجع حجم الطلب من جانب والتوقعات برفع سعر اللقيم في المملكة من جانب آخر.” وتتمتع سابك بميزة تنافسية إذ تحصل على غاز اللقيم مقابل 75 سنتا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وهو سعر منخفض مقارنة بالأسعار في الأسواق العالمية. وأضاف فدعق أن المبيعات جاءت أقل من توقعات بتحقيق 50 مليار ريال وإن ذلك يرجع لشدة المنافسة في الأسواق الأمريكية والأوروبية. وقال مازن السديري رئيس الأبحاث لدى الاستثمار كابيتال إن سابك عملت بكامل طاقتها العام الماضي لكن نزول الأسعار أثر على الأرباح مضيفا “لو بقيت الأسعار قوية للربع القادم سنشهد نتائج أفضل.” وخلال المؤتمر اليوم قال الماضي إن سابك ستواصل الاستثمار في منتجات جديدة من بينها المطاط والمنتجات الوسيطة باجمالي استثمارات 44 مليار ريال. وذكر أن المجموعة مهتمة بالاستثمار في قطاع البتروكيماويات بامريكا الشمالية وأن الغاز الصخري ربما يكون من بين تلك الاستثمارات. وقال “حتى الآن ندرس الفرص. إذا ما قررت الشركة الاستثمار في شمال أمريكا فقد يكون أحد المدخلات في الغاز الصخري.” الرياض | رويترز