أكد باحث فلكي متخصص أن يوم غدا (الثلاثاء) يعد آخر أيام موسم مرخيات القلايد فيما يعد يوم الأربعاء 20/ 8 / 2014 اليوم الأول لموسم سهيل، كاشفا أنه بانتهاء موسم المرخيات ينتهي الصيف اللاهب وترتخي يد قبضته. وأضاف الباحث الفلكي د.خالد بن صالح الزعاق أن موسم سهيل مدته 53 يوما وهو أول مواسم السنة السهيلية وهي سنة شمسية عدد أيامها 365 يوما موزعة على فصول ومواسم السنة، موضحا أنه بدخول سهيل ينكمش منخفض الهند الموسمي ويقل تأثيره على بلدان الخليج وخصوصا السعودية وتتكأكأ الرياح الشمالية وتنهض الرياح الجنوبية والتي تمر على مسطحات الخليج المائية وتحمل معها الرطوبة فتتفشى. وأكمل: «من المتوقع أن تشتد حماة الرطوبة خلال الأيام القادمة فترتفع درجات الحرارة المحسوسة جسميا ونشعر بالسأم والملل وخصوصا إذا توقفت حركة الرياح». وأشار إلى أن نجم سهيل أقوى شعاعا من الشمس بنحو 15 ألف مرة، وقطره يكبر عن قطر الشمس بنحو 65 مرة، ويعتبر من النجوم الجنوبية ومن أهم وألمع نجوم السماء وثاني ألمع نجم بعد الشعرى اليمانية، ومن النجوم الفردية المنعزلة العملاقة بمجرة «درب التبانة»، مضيفا أنه يبعد عن كوكبنا مسافة 300 سنة ضوئية وأنه أول ما يشاهد في جنوب المملكة أما شمال المملكة فلا يشاهد إلا في أواخر شهر أغسطس الحالي وتحديدا في الثلث الأولمن ذي القعدة قبيل شروق الشمس في الجهة الجنوبية من الليالي التي يخبو فيها ضوء القمر، موضحا أن رؤيته تستمر حتى أواخر شهر أبريل، حيث يختفي ويعود مرة أخرى في أغسطس. وأكد البزعاق أن ظهوره يعد بداية التغير الفصلي وانتهاء ريح السموم ودليل على اعتدال الجو وكسر حدة الحرارة، حيث تتحسن الأجواء ويبرد الماء مساء، ويطول الليل والظل، ويقصر النهار، مضيفا أنه أحيانا تهب فيه الرياح الشمالية الباردة التي تخفف من رياح السموم على صحاري نجد، موضحا أن السبب الرئيس لتغير الطقس للأفضل هو زيادة ميلان أشعة الشمس كثيرا في موسمه وليس لذاتس النجم فالشمس بهذا الوقت تميل نحو الجنوب،ويزداد اقترابها من خط الأفق يوما بعد يوم، حيث يكون ارتفاعها عن الأفق 71 درجة عند طلوع سهيل، مقارنةب84 درجة في منتصف يونيو، مما يجعل أشعتها أقل حرارة، ويكون متوسط درجات الحرارة العظمى 45 درجة والصغرى 25 درجة مئوية. وأشار إلى أن هذا النجم لا يظهر في أوروبا بأكملها وشمال الولايات المتحدة وتركيا وأقصى شمال العراق، بل إنه ابتداء من خط عرض 38 شمالا لا يشاهد بتاتا لحجب تحدب سطح الأرض لرؤيته وكلما اتجهنا جنوبا كلما ازدادت فرصت مشاهدته لوقوعه في الجزء الجنوبي من خط الاستواء، وأضاف أن «سهيل» من النجوم المهمة التي تستخدم في الملاحة قديما، حيث يعتبره بعض الملاحين كنجم القطب الجنوبي، مؤكدا أن مركبات الفضاء الأميركية التي تتجه إلى الفضاء الخارجي داخل المجموعة الشمسية ما زالت تستخدمه حتى الآن بغرض الملاحة واستدلال الطريق وتجهز عليه كاميرا لمراقبته. وأضاف: «يقول العامة (إذا طلع سهيل لا تأمن السيل وتلمس التمر بالليل ويبرد آخر الليل) ويعني ذلك بداية سقوط الأمطار ولكنها بشكل نادر جدا وبداية لكثرة الرطب وبداية لتلطف الجو». مشيرا إلى أن ظهور سهيل يستدل به الصقارون على بدء موسم الصيد ويهتم به عرب البادية لأنهم سكان صحراء قاحلة وجافة فبطلوعه بداية للانفتاح الفصلي بعد معاناتهم الشديدة من أشعة الشمس ولفح الهواء الساخن حيث تبدأ عملية التحول التدريجي فيالمناخ، وتأخذ درجة الحرارة في الانخفاض تدريجيا، مشيرا إلى أنه يصاحب ذلك تغييرات طبيعية حيث يلاحظ اخضرار النباتات الصحراوية وانخفاض درجة حرارة المياه الجوفية. وأكمل: ظهور سهيل يقترن بالحوادث الفصلية التالية وهي: «فئ الظل بعد أن كان معدوما خلال فصل الصيف،وبدء طول الليل وقصر النهار فيبرد آخر الليل، وهب ريح الجنوب الرطبة فتخفف من لهيب الهواء الساخن، وميل الشمس ناحية الجنوب بعد أن كانت عمودية في فصل الصيف، وبداية موسم الرطب الجديد وانتهاء ادخار التمر الحويل، وإدرار المواشي للبن مظهرا لإحساسها بالراحة، واختلاط جميع الطيور المهاجرة». وأشار إلى أنه من مقاييس كبار السن قولهم: «إذا قمت تصلي الفجر ولمست الماء ووجدت درجة برودته تختلف عن درجة برودته يوم أمس فاعرف أن سهيلا ظهر»، مضيفا أن من مقاييسهم كذلك أن الأشجار الكبيرة والصغيرة تخضر من ناحية الجنوب علما بأن موسم سهيل مخيفا للمزارعين وخصوصا أصحاب النخيل لأنه من المحتمل أن تسقط فيه الأمطار والأمطار في هذا الوقت من الزمان مؤثرة جدا على التمر فتفسده لذا يقولون (لا دخل سهيل لا تمن السيل). وأوضح أن بداية مشاهدة نجم سهيل بالأبصار بكل جلاء ووضوح تبدأ من نهاية الثلث الأول من ذي القعدة،قائلا: «سيطل علينا بجماله وبهائه، علما بأن هناك نجم يظهر قبل سهيل ويشبهه فيظن بعض الناس أنه سهيل وهذا النجم يسمى المحلف لذلك يقول العامة (سهيل مكذب الحساب) لأن بعض الناس يظن أن المحلف سهيلا فيحلف بذلك فإذا ظهر تبين سهيل الأصلي من المزيف». رابط الخبر بصحيفة الوئام: باحث فلكي: غدا أول أيام موسم سهيل