تحلّ اليوم الخميس 5 رمضان، الذكرى الرابعة لوفاة الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي، مؤسس جمعية الأطفال المعاقين في المملكة. توفي القصيبي، عام 1431 ه، في السبعين من عمره، تقلد خلالها العديد من المناصب، وخاض مشوارًا حافلًا، في دروب العلم والأدب. تقلد غازي القصيبي، عددا من المناصب المرموقة ومنها وزارة الصناعة والكهرباء ووزارة والصحة، وكان آخر المناصب التنفيذية التي تولاها هو وزارة العمل، وعُرف أثناء توليه تلك الوزارات، بزياراته المفاجئة، ونجح في تحقيق العديد من الإنجازات، حيث أنشأ خلال توليه ملف وزارة الصناعة والكهرباء، شركة سابك، عملاق البتروكيماوياتالسعودي، كما حقق العديد من النجاحات، أثناء توليه وزارة الصحة، ومن أبرزها إنشاء جمعية أصدقاء المرضى، إضافة إلى إسهامه في تعزيز فكرة التبرع بالدم، وبثها ثقافتها في المواطنين. اشتهر القصيبي بإنتاجه الأدبي الكبير، الذي تنوع في مختلف المجالات، حيث قدم عددا من المؤلفات في مجال السياسة والتنمية، من أبرزها (التنمية)، و(باي باي لندن) و(ثورة في السنة النبوية)، إضافة إلى (وحتى لا تكون فتنة)، الذي أصدره في أعقاب النزاعات الفكرية والثقافية التي خاضها في منتصف التسعينيات، ضد مجموعة منالصحويين. وكان آخر أعمال القصيبي الأدبية، (أقصوصة ألزهايمر)، التي نشرت بعد وفاته، لتضاف إلى أعماله الشهيرة، ومنها (شقة الحرية)، و(أبوشلاخ البرماوي)، و(سعادة السفير)، و(حكاية حب)، بجانب أعماله الشعرية، والتي كان من أبرزها، (معركة بلا راية) و(أشعار من جزائر اللؤلؤ) و(حديقة الغروب). اشتهر القصيبي باهتماماته المتنوعة، وكان صاحب فكرة جمعية الأطفال المعاقين، وأحد مؤسسيها وعضوا فعالاً في مجلسها، فضلا عن تبرعه براتبه طوال ثلاثين عاما لصالحها. تخللت مسيرة القصيبي فى العمل الكثير من المواقف الطريفة، من بينها ما رواه بنفسه، عندما قال إنه كان معتادا أثناء توليه وزارة الكهرباء، على تلقي الشكاوى الهاتفية مع موظفي السنترال كلما حدث انقطاع، وفي أحد الأيام، حثه مواطن غاضب قائلًا: قل لوزيركم الشاعر إنه لو ترك شعره واهتم بعمله لما انقطعت الكهرباء عن الرياض، فرد عليه القصيبي: (شكرا وصلت الرسالة) فقال: ماذا تعني؟ قال القصيبي: أنا الوزير، قال: أحلف بالله! فرد: والله، وكانت هناك لحظة صمت في الجانب الآخر قبل أن تهوي السماعة. كان الأديب الراحل عبد الله الطائي، قد نعي القصيبي بقوله: أخط اسم غازي القصيبي، وأشعر أن قلبي يقول ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين، وأطلقت عليه عندما أصدر ديوانه أشعار (من جزائر اللؤلؤ.. الدم الجديد)، وكان فعلا دما جديدا سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعدا، يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه ومواضيعه.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: اليوم.. الذكرى الرابعة لرحيل «غازي القصيبي»