تناول الكاتب الصحفي صالح إبراهيم الطريقي، في مقاله المنشور بصحيفة «عكاظ»، الأسباب الغريبة التي ساقتها بريطانيا لمنع الداعية السعودي الدكتور «محمد العريفي» من دخول أراضيها، بحجة أنه متشدد ويحمل أفكارا متطرفة تهدد الأمن البريطاني، متسائلا: لو كان الأمر كذلك، فما مصير «ياسر الحبيب»، الذي ما فتئ يشتم رموز المذهب السني على قناته «فدك» التي صنفتها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بأنها ضمن قنوات الكراهية الدينية الأكثر تطرفا؟! محذرا بريطانيا من اشتعال حرب طائفية بين الشيعة والسنة، لما لها من ذيول قد تطال بريطانيا نفسها. لمطالعة المقال : رسالة إلى بريطانيا عدوة التطرف كنت ومازلت أرى أن من حق أي دولة السماح لشخص لا يحمل جنسيتها أو منعه من دخول أراضيها، دون أن تقدم تفسيرا أو تبريرا لأحد، فهذا الأمر يندرج تحت حق الدولة أو سيادتها، تماما كما يفعل الفرد في منزله حين يحدد من من الغرباء يدخله ومن لا يدخله. من هذا المنظور لن اعترض لو أن قرار بريطانيا بمنع الداعية السعودي الدكتور «محمد العريفي» من دخول أراضيها جاء دون تبرير أو تحديد الأسباب، لكنها حين تقول بريطانيا عن أسباب المنع، بأنها لا ترحب بحاملي الأفكار المتشددة والمتطرفة، وأنه يهدد الأمن البريطاني. تستدعي ذاكرتي متطرفا آخر يعيش في بريطانيا، وسمح له ببث قناة تثير الكراهية وتدفع لحرب طائفية، وأعني هنا مالك قناة «فدك» الذي ما فتئ يشتم رموز المذهب السني «ياسر الحبيب»، والذي اختارت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» قناته ضمن قنوات الكراهية الدينية الأكثر تطرفا، وأكدت ال «BBC» في تقريرها أنه ومن بين عشرات القنوات التلفزيونية التي رصدتها كانت قناة «ياسر الحبيب» الأكثر تطرفا. وإن كانت بريطانيا تحارب التطرف والمتطرفين كما تقول، ولا تسمح بدخولهم عليها أن تفعل شيئا حيال القناة وصاحبها الأكثر تطرفا كما تقول هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، فالقناة وصاحبها يهددان أمن بريطانيا ولو في المستقبل القريب. إذ أن اشتعال حرب دينية في منطقة ما بين مذهبين، لن يتوقف عند تلك المنطقة فقط، وسينتشر سريعا في كل المناطق التي يقطن فيها أتباع المذهبين. ويخيل لي وأكاد أجزم أن بريطانيا أدرى من اتباع «المذهب السني والشيعي»، بما الذي يعنيه أن تبدأ حرب بين مذهبين؟ فقد اختبرت بريطانيا في القرن السادس الميلادي صراع «المذهبين الكاثوليكي والبروتستان» مع إسبانيا، واختبرته عدة قرون، إذ يكفي أن يشتبك «بروتستاني» مع «كاثوليكي» في قرية، لتشتعل أوروبا من جديد، ويبدأ القتل على الهوية. فهل تمنع بريطانيا «ياسر الحبيب» الأكثر تطرفا من بث الكراهية على قناته، وخصوصا أنه يبث التطرف من أراضيها؟ والأهم أن لديها مواطنين مسلمين سنة وشيعة، وحين تشتعل حرب مذهبية في منطقة وإن كانت بعيدة عن بريطانيا، ستجد نفسها – أي بريطانيا – متورطة بهذه الحرب، وأن القناة ومالكها يهدد أمنها أيضا؟ رابط الخبر بصحيفة الوئام: الطريقي يكتب: «ياسر الحبيب» واجهة «التطرف البريطاني»