هاجم مارك تامبسون، رئيس هيئة الإذاعة البريطانية "BBC", إيران بسبب ما وصفها بالضغوط التي تمارسها السلطات الإيرانية على الصحافيين الإيرانيين العاملين في إذاعة وتلفزيون "BBC"، خصوصاً قناة "BBC" الفارسية التلفزيونية. وقال تامبسون أثناء لقاء تلفزيوني مع مسؤولين من القناة تم بثه الليلة الماضية: "إن الهدف من اتخاذ موقف كهذا يتعلق بالضغوط التي تمارس على أسر العاملين الإيرانيين في قناة "BBC" الفارسية هو مطالبة السلطات الإيرانية بالكفّ عن هذه الأساليب". وأضاف: "نحن نسعى من خلال هذا الاحتجاج العلني مطالبة الدول الأخرى من أجل الضغط على إيران قدر المستطاع, ونحن نأمل أن تحركنا في هذا المسار أن يحث المسؤولين في إيران على إعادة النظر في هذه الممارسات المخزية". وتابع تامبسون: "للأسف وتيرة هذه الاعتقالات في تزايد مستمر, وكمثال قامت الأجهزة الأمنية الإيرانية باعتقال شقيقة إحدى زميلاتنا في قناة "BBC" الفارسية وإدخالها السجن الانفرادي, ولم توجه أي تهم لها حتى الآن, وتم تهديد وإرعاب زميلتنا, إلا أننا لا نرغب في التطرق للتفاصيل حالياً بسب حساسية الموضوع, إلا أنه بات من الواضح بالنسبة لنا أن اعتقال هذه السيدة له علاقة مباشرة بشقيقتها التي تعمل في القسم الفارسي ل"BBC" في لندن. وأشار تامبسون أيضاً إلى لجوء السلطات الإيرانية للترويج للأكاذيب وتوجيه اتهامات مغرضة عبر وسائل الإعلام المحلية ضد زملائه العاملين في القسم الفارسي كجزء من سياسة الإرعاب والضغط التي تتبعها السلطات الإيرانية, حسب تعبيره. وقال: "للأسف الأوضاع تزداد سوءاً, والحكومة الإيرانية تمارس هذه الضغوط للوصول لهدفين أساسيين: الأول هو إرعاب الصحافيين الإيرانيين العاملين في "BBC" حتى يقدموا استقالاتهم, والهدف الثاني هو الضغط عليهم لكي يتعاونوا مع الاستخبارات الإيرانية وبالتالي يتحولون إلى عملاء وجواسيس لإيران. للأسف لقد تبين لنا أن الهدف من ممارسة الحكومة الإيرانية هذه الضغوط هو من أجل التأثير السلبي على عمل العاملين في القسم الفارسي في "BBC" وهذه الهجمات ممنهجة". موجات التشويش وفي ردّه على سؤال حول موجات التشويش التي ترسل على إرسال قناة "BBC" على الأقمار الصناعية من أجل منع المواطنين الإيرانيين من متابعة برامج هذه القناة, وهل لا تزال "BBC" الفارسية مصدراً موثوقاً للأخبار بالنسبة للرأي العام في إيران؟ رد قائلاً: "بالتأكيد, فالقسم الفارسي ل"BBC" بدأ عمله منذ عدة عقود, كما أن قناة "BBC" الفارسية بدأت عملها قبل سنوات قليلة, وحالياً تم ربط بث برامج التلفزيونية والإذاعية ل"BBC" الفارسية على شبكة الإنترنت. إلا أن المسؤولين في إيران يسعون دائماً إلى منعنا من ممارسة عملنا الصحافي بالتشويش على بث قنواتنا الفضائية. إلا أنه في الحقيقة مخاطبينا من الإيرانيين يبتكرون دائماً أساليب جديدة لمتابعتنا، والدليل ردود الأفعال الكثيرة التي تصلنا من الإيرانيين من الداخل, والملايين من الإيرانيين يتابعون برامجنا ويثقون كل الثقة بالأخبار التي تقدمنا تلك القناة". وأوضح تامبسون أن سبب ثقة مشاهدينا من الإيرانيين لا يكمن في أن محتوى برامجها معادية للنظام الحاكم في إيران حسب ما تدعيه طهران, فهذا ليس بصحيح, ف"BBC" الفارسية مثل غيرها من الأقسام الأخرى في هيئة الإذاعة البريطانية تلتزم الحياد والإنصاف في عملها الصحافي. وفي الحقيقة أعد المسؤولون الإيرانيون قبل السنوات تقريراً أقروا فيه بحيادية "BBC", إلا أن التقرير اعتبر هذه الحيادية في نقل الأخبار خطراً على النظام الإيراني". وتأتي تصريحات رئيس هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" عقب قيام الأجهزة الأمنية في إيران باعتقال عدد من أفراد أسر وأقارب وأصدقاء مقربين من الصحافيين الإيرانيين العاملين في قناة وإذاعة "BBC" الفارسية للضغط على العاملين فيها. ونددت بشدة كل من منظمة هيومن رايتس واتش ومنظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها في بيانين منفصلين, الضغوط التي تمارسها الحكومة الإيرانية على العاملين في قناة "BBC" الفارسية وأفراد أسرهم. والجدير بالذكر أنه وخلال الأيام القلية الماضية لم يعد بعض المذيعين الإيرانيين في قناة "BBC" الفارسية قادرين على الظهور على شاشة القناة وتقديم الأخبار أو البرامج الأخرى, ويقدم حالياً بعض الصحافيين والمذيعين الأفغان في القناة وبعض الوجوه الجديدة التي لم يألفها مشاهدو القناة من قبل.