في بريطانيا حرّية رأي، هذا ما تقوله هي، ولهذا صارت ملاذاً آمناً للشيعي المسحوبة منه جنسيته الكويتية، ياسر الحبيب، حيث أنشأ فيها فضائية (فدك) وبدأ ينفث منها رأيه المسموم ضدّ الصحابة وأمّهات المؤمنين رضي الله عنهم!. هو فقط تساؤل وحيد: تُرى ماذا سيكون موقف بريطانيا، وفيها مسيحيون كاثوليك وبروتستانت، لو كان ياسر بريطانياً مسيحياً؟ ولنفترض أنه بروتستانتي قد غادر بريطانيا وأقام في دولة مسلمة، وأسّس فيها فضائية بتبرّعات سرّية من المسيحيين البروتستانت حول العالم، ثمّ سخّر القناة لِلَعْنِ كلّ من يُخالف مؤسّس المذهب البروتستانتي (مارتن لوثر) في الانفصال عن الفاتيكان، كما شتم في القناة بابا الفاتيكان، وأحرق تعاليمه الكهنوتية، ووصفه بالفساد الأخلاقي، وبالانحراف عن الإنجيل، وكفّر كلّ الكاثوليك الذين يتجاوز عددهم المليار، ودعا لإحياء المواجهة في أيرلندا بين الكاثوليك والبروتستانت بعد أن خمد أوارها، وشجّع الأصوليين البروتستانت في أمريكا الذين يحتقرون كلّ البشر، ويؤمنون أنهم في الجنّة، وغيرهم مسخّرون لخدمتهم في الدنيا، ومُعذّبون في النار في الآخرة!. ماذا سيكون موقف بريطانيا؟ حتماً ستُقيم الدنيا ولن تُقْعِدها كما فعلت ضدّ الأرجنتين حول جُزُر الفوكلاند، وستطلب من الدولة المسلمة تسليم ياسر لها لمحاكمته على تأجيجه الكراهية بين البريطانيين ومخالفته للقانون البريطاني، وستطالب بإيقاف قناته تفادياً للمواجهة بين الكاثوليك والبروتستانت، لكن ماذا لو اعتذرت الدولة المسلمة لحرّية الرأي فيها؟ ستكون خيبة أمل لبريطانيا، هي أوّل من سبّبها للغير بازدواجية مواقفها، ونسيت أنّ الحرّية عنوان كلّ مجتمع متحضّر، وأنها محبّة، لكنها لا تصير كذلك إذا سُمِح لأيٍ كان باستغلالها لتأجيج الفتنة!.