قوبلت الاتهامات التي وجهها الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله للمملكة العربية السعودية بالوقوف وراء الانفجارين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في لبنان, بردود فعل شاجبة ومستنكرة حملت بعنف على نصر الله واتهمته بتلفيق الأكاذيب ضد المملكة للإساءة إلى سمعتها. وتصدر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الردود على نصر الله, مؤكداً الحرص على العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي "لا يجوز أن نفسد علاقاتنا التاريخية معها من خلال توجيه التهم إليها جزافاً من دون أي سند قضائي أو حقيقي أو ملموس", مديناً في الوقت نفسه التدخل في الازمة السورية, ومشدداً على وجوب تحديد وجهة السلاح وكيفية الإفادة من القدرات الوطنية للدفاع عن السيادة والأرض وأبرزها طاقات الشباب ومعاني التضحية والاستشهاد. وبعيد انتهاء المقابلة التلفزيونية لنصر الله ليل اول من امس, رد رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري عليه بالقول: إن "نصر الله استطاع أن يخرج من صدره كل عوامل الكراهية للسعودية, وان يَسقط في وحول لغة لا أفق لها سوى تخريب علاقات لبنان العربية". وأشار إلى أن "نصر الله نسي أن حزب الله هو المتهم الأساسي بأخطر تفجير شهده لبنان وذهب ضحيته الرئيس رفيق الحريري, وأن حزبه هو المسؤول عن تفجير الحياة المشتركة", معتبراً أن نصر الله "يغرق في بحر متلاطم من الغرور لن يؤدي إلا إلى المزيد من الضياع والاحتقان وإضرام الفتنة في النفوس". من جهتها, رأت أوساط قيادية في "14 آذار" أن نصر الله تجاوز في كلامه كل الخطوط الحمر, ولم يقدم أية بارقة أمل توحي بإمكانية سحب مقاتليه من سورية, والتراجع عن أسلوب الهيمنة, ومصادرة قرار الدولة ومؤسساتها الذي بدأه الحزب منذ الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة اللون الواحد التي سهلت له وضع اليد على معظم مرافق الدولة. وفي هذا الإطار, لم يستغرب عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت"انحدار نصر الله وخطابه إلى مستوى متدن جداً ودخوله في تفاصيل صغيرة, وهذا ما أرى فيه دليلاً على تضعضع ووجود حال ارتباك لدى نصر الله من خلال اتهاماته العشوائية التي وجهها للمملكة العربية السعودية التي كانت دائماً على مسافة واحدة من كل اللبنانيين وساعدت كثيراً لبنان وشعبه وشاركت مشاركة كثيفة جداً في إعادة إعمار الضاحية الجنوبية بعد عدوان يوليو 2006, لكن الملفت أن مواقف نصر الله السلبية جداً جاءت في الوقت الذي يقوم وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف بجولة في منطقة الخليج ويدلي بتصريحات إيجابية تجاه المملكة والدول الخليجية". وأعرب فتفت عن اعتقاده أن "هناك وجهتي نظر على الساحة الإيرانية: الأولى تعبر عنها رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية التي تريد حل المشكلات انطلاقاً من نتائج الاتفاق النووي من خلال الانفتاح على العالم وبناء علاقات جيدة, والثانية يعبر عنها "الحرس الثوري" و"حزب الله", وقد يكون ذلك تعبيراً عن الصراع الداخلي في إيران, والسؤال المطروح: هل تريد إيران الانفتاح على العالم, أم أن "الحرس الثوري" سيعيدها إلى الوراء ونصر الله سيجرها من جديد إلى الهاوية"? ورأى أن لكلام نصر الله "انعكاسات سيئة جداً على الوضع الداخلي", معتبراً أن مواقفه "قد تكون نوعاً من الرد على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يحاول الانفتاح على المملكة العربية السعودية وهو الذي تحدث عن (س.أ), أي (السعودية-إيران), الأمر الذي سيدفع الرئيس بري بعد كلام نصر الله لأن يعيد قراءة موقفه بناء لهذه التصريحات, لأننا نعرف أن بري لا يملك القرار في هذا الموضوع, باعتبار أن نصر الله هو من يقرر, وبالتالي فإننا دخلنا في مرحلة بالغة الخطورة تجاه المملكة والداخل اللبناني". وإذ شدد على أن المملكة تراعي سيادة واستقلال لبنان وتدعمه عربياً ودولياً, اعتبر فتفت أن نصر الله "قرر فتح جبهة كبيرة لأنه يخشى من ارتدادات الاتفاق النووي وتطوراته على جبهته المتمثلة بالحرس الثوري والرئيس بشار الأسد وهو شخصياً". من جهته, أسف رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون وفقاً ل"السياسة" أن يصل الوضع لدى نصر الله إلى هذا المستوى من قلب الحقائق وتزويرها. وسأل: "لمصلحة من يضحي نصر الله بسمعته وكرامته? ومن المستفيد من هجومه المستمر على المملكة العربية السعودية التي وقفت إلى جانب لبنان طوال سنوات الحرب الأهلية والتي ساهمت بإعمار الضاحية الجنوبية بعد حرب يوليو 2006?" واضاف: "مسكين السيد نصر الله, انه يعتقد أن الناس ما زالت تصدق كلامه, إذا ما قلب الحقائق. أما لجهة الادعاء بأنه شارك في معارك القصير خوفاً من سيطرة الإسلاميين على المناطق الحدودية مع لبنان, لإبعاد خطرهم عنه, فإنه كان الأجدى بنصر الله أن يساعد الجيش اللبناني في التصدي لهذه المجموعات, لا أن يورط لبنان في حرب لا فائدة منها, سوى استجرار الفتنة المذهبية السنية-الشيعية إلى الداخل اللبناني". بدوره, اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان نصر الله "بدا وكأنه يتحدث باسم ايران, وكأن هناك تصميماً على نسف أي احتمال حوار بين ايران والسعودية", فيما رفض النائب بطرس حرب الاتهامات التي وجهها نصر الله إلى السعودية, من دون الاعتبار ان هناك دولة ومؤسسات منوط بها تحديد مصالح لبنان وحمايته رابط الخبر بصحيفة الوئام: استنكار لبناني واسع لاتهامات نصر الله الكاذبة ضد #السعودية #lebanon