كشفت وزارة الداخلية التونسية، الجمعة عن تورط مجموعة من المتشددين التكفيريين أغلبهم ينتمي إلى جماعة أنصار الشريعة، ذات التوجهات السلفية الجهادية في اغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي رمياً بالرصاص أمام بيته، شمال العاصمة تونس بعد ظهر أمس الأول الخميس. وكشف وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، خلال مؤتمر صحافي، أنه تبين حسب التحريات الأولية أن المتهم الرئيسي في اغتيال المعارضين شكري بلعيد والبراهمي يدعى أبوبكر الحكيم وهو عنصر سلفي متشدد تكفيري سبق أن تورط في قضية وإدخال سلاح إلى تونس. كما وأكد الوزير تواجد تطابق تام بين قطعة السلاح المستعملة في اغتيال بلعيد والسلاح المستعمل في اغتيال البراهمي. وعرض الوزير خلال المؤتمر الصحافي رسوما بيانية وصورا تمثل تفاصيل الحادثة وتماثل نوعية الرصاص المستعملة في عملية اغتيال بلعيد والبراهمي، مؤكداً أن الجهات الأمنية المختصة قد توصلت إلى معرفة ورصد كل المجموعة المتورطة وألقت القبض على أربعة عناصر من المجموعة المتكونة من 14 شخصاً. وبدورها، كشفت زوجة البراهمي انه غادر المنزل بعد ان تلقى مكالمة هاتفية، وعندما سمعت صوت رصاص وجدت جثته على الارض بالخارج فيما هرب رجلان على دراجة نارية. جاء ذلك فيما بدت تونس مصابة بشبه شلل أمس بسبب اضراب عام دعت اليه اكبر نقابة في البلاد احتجاجا على اغتيال البراهمي. وكانت شوارع العاصمة التونسية مقفرة أمس في ساعة بدء العمل في الادارات وألغيت رحلات عديدة بسبب الاضراب العام. واغلقت عدة مقاهي بمناسبة شهر رمضان. لكن تلك التي تفتح ابوابها عادة خلال رمضان كانت مغلقة ايضا أمس، بينما اغلق الكثير من المحلات التجارية الستائر المعدنية. كما وتجددت التظاهرات المنددة بالحكومة التونسية التي تقودها حزب النهضة الاسلامية على خلفية اغتيال البراهمي، حيث قامت الشرطة التونسية باطلاق المسيل للدموع لتفريق آلاف الاشخاص الذين خرجوا الى شوارع العاصمة التونسية. وفي مقابل ذلك، خرج انصار حركة النهضة الاسلامية التي تقود الحكومة بالآلاف عقب صلاة الجمعة بعد دعوات المعارضة العلمانية لاسقاط حكم الاسلاميين وتشكيل حكومة انقاد وطني. وردد المتظاهرون أمام وزارة الداخلية شعارات «الشعب يريد النهضة من جديد» و«لا للانقلاب على الديمقراطية». الى ذلك، قررت القوى السياسية التونسية المعارضة إثر انتهاء اجتماعها العاجل فجر أمس، تشكيل جبهة الإنقاذ الوطني، طارحة على نفسها مهمة إسقاط النظام القائم، وذلك على خلفية اغتيال البراهمي. وقالت جبهة الإنقاذ في بيانها التأسيسي «نحيي احتجاجات جماهير شعبنا وندعوها للاستمرار فيه والتظاهر والاعتصام السلميين في مقرّات السلطة المحلية والجهوية والاعتصام بمقر المجلس الوطني التأسيسي لفرض حلّه، حلّ هيئات السلطة المؤقتة المنبثقة عنه». رابط الخبر بصحيفة الوئام: «سلفي» متورط باغتيال «البراهمي» و«بلعيد» في تونس.. وذات السلاح استخدم بالعمليتين