تودع قطاعات التعليم الحكومي والأهلي والمؤسسات الحكومية وبعض منسوبي القطاع الخاص في السعودية اليوم آخر (خميس) يوافق عطلة أسبوعية لهم؛ بعد القرار الملكي الذي قضى بتحويل العطلة إلى يومي الجمعة والسبت، ويوافق (خميس) اليوم الثامن عشر من شهر شعبان السابع والعشرين من شهر يونيو 2013م. وظهرت مشاعر السعوديين ما بين حزين على وداع (الخميس) الذي دائما بعضهم يغيب في يوم الأربعاء الذي يسبقه، وسعيد بإجازة يوم السبت الذي يعد يوم عمل طويل وشاق عليهم. وتباينت ردود الأفعال وبعضهم نشر شعرا وآخرين تبادلوا النكات في وداع آخر خميس؛ حيث قال أحدهم في نعي يوم الأربعاء: من بعد ما كنت يوماً تحضن أشواقي.. ويجمّع قلوب عشاق النقا ليلك خذوك وأنا دموعي تسكن أحداقي .. وبقالي الذكريات اللي بتفاصيلك وآخر اتجه بشعره نحو تعزيز موقع يوم الخميس في قلوب محبيه لدرجة التضحية، وترجم ذلك؛ بالقول: أرقى سنود ولا يهمونك الناس .. تبقى الخميس اللي معك كم سهرنا وأن زودوها معك يا عذب الأنفاس .. بنغيب لعيونك لو إنا انفصلنا وحضرت الطرفة بقوة أيضا في وداع الخميس، حتى طالت مدنا تنطلق في مسمياتها من أيام الأسبوع، وسط تساؤلات عما إذا كان التنظيم سيطالها من عدمه. المناسبات الاجتماعية كذلك، لم تغب عن أفكار السعوديين، والذين كانوا يخصصون الأربعاء ل(الجلسات العائلية) والخميس للخروج إلى مواقع المتنزهات صباحا، بل إن بعض العوائل لديها تقليد للاجتماع في يوم معين وإن كان وسط الأسبوع، كل ذلك أدخله المتلقون في دائرة التقديم والتأخير ضمن معالجة أوضاع الإجازة الجديدة. وتداول أيضا المغردون في موقع التواصل الإجتماعي (تويتر) البكائيات، وهذا رصد بسيط منها، وجاء كالتالي: -محمد المهنا: "السرعة في تطبيق الأمر بهذه الطريقة مثير للدهشة، ما مصير الأعمال والمواعيد التي حُددت مسبقا على أساس النظام السابق ؟" -سعد التويم:"الشيخ الفوزان يفتى بعدم جواز ذلك، الجامية الآن مع الفتوى أم مع المرسوم الملكي." -فواز الحارثي:"اكثر المتضررين من قرار الخميس دوام والسبت إجازة هم: من يصومون يوم الخميس كان مناسب جداً للصيام ." -محمد المهنا:"لا فرق بين الخميس والسبت كلها من أيام الله ، إلا فى أذهان من يعتبرون أن أي تغيير سيعترضون عليه للإعتراض فقط" -عصام الزامل:"#تغيير_إجازة_نهاية_الأسبوع تم (بدون) أخذ موافقة هيئة كبار العلماء. لذلك أنا مطمئن إن (رسوم الأراضي) يمكن فرضها حتى لو كان للهيئة رأي مخالف" -خالد العلكمي:"الجميل في قرار #تغيير_إجازة_نهاية_الأسبوع "الملكي" أنه وضع (هيئة كبار العلماء) و (مجلس الشورى) في مكانهم الطبيعي ومنحهم حصانة مستقبلية!" -مهيرة عبدالعزيز:"دواماتنا بتتغير.. يعني بنصبح عليكم في #صباح_العربية يوم الأحد بدل السبت". فيما توالت تغريدات من مسئولين ومشايخ وقضاة؛ حيث ذكر الشيخ الدكتور عيسى الغيث عبر حسابه الرسمي أن يوم الجمعة هو الإجازة الرسمية للمسلمين، وقال: "اليوم الآخر للإجازة الأسبوعية يخضع للمصلحة العامة ولا مانع شرعاً نقله للسبت. من جهة ثانية غرد الأستاذ أسامة أحمد نقلي رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية بأن القرار سيتطابق مع دوام الدول الخليجية والعربية وأشار إلى أننا سنكسب عملا إضافيا مع بقية دول العالم. وأوضح الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار القضائي وعضو هيئة كبار العلماء في السعودية، بأن تغيير يوم الإجازة الأسبوعية من الخميس إلى السبت لا يتعارض مع النصوص الشرعية، مع وجوب الاحتفاظ بيوم الجمعة لقدسيته، وكونه يوم عيد أسبوعي للمسلمين. واعتبر العبيكان أن الخميس يوم اعتيادي مثله مثل يوم السبت، ولا بأس من تغييره تلبية للمطالب الاقتصادية والتجارية، وفي السابق لم يكن هناك إجازة غير يوم الجمعة فقط، وقامت الدولة بعد ذلك باستحداث يوم الخميس كزيادة منها لإراحة موظفيها. غير أن مسؤولا في اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى السعودي أكد لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أنه لا وجود لأي دراسة أو رؤية حول تغيير مواعيد الإجازة الأسبوعية واستبدال وضعها الحالي، مضيفا، بأن هذه الأمور تحتاج لمناقشتها أكثر من بعد. ويأتي حديث المسؤول بالشورى بعد ظهور عدد من الأصوات التي تنادي بتحويل أيام الإجازات الأسبوعية المتعارضة مع الإجازات الأسبوعية في البلدان العالمية، والتي تتربط مع السعودية بعلاقات تجارية واقتصادية، من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت. تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت في وقت سابق جعل الجمعة والسبت يوما عطلة أسبوعية بدلا من الخميس والجمعة اعتبار من شهر سبتمبر المقبل. وقال وزير العمل الإماراتي عطفا إن الدراسة أظهرت أن تحويل العطلة الأسبوعية إلى يومي الجمعة والسبت، من شأنه أن يخلق آثاراً إيجابية لاقتصاد الدولة، خاصة في قطاعات أسواق المال والمصارف وشركات التأمين والتجارة الخارجية، علاوة على زيادة أعمال القطاع الخاص وارتفاع انتاجيته ونقصان الفاقد، بسبب التباين في الإجازات مع العالم الخارجي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: حزن في وداع آخر «خميس» وفرح لإستقبال عطلة «السبت»