تواصلت ندوات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب بندوة عنوانها “المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي” بمشاركة الدكتور عبدالله البشر، والدكتور صالح الوهيبي، وإدارتها فايزة نتو. وقد استهل البشر حديثه من خلال عرض ديني لمفهوم المسؤولية من جانب، ومفهوم العمل التطوعي بوصفه خيريا من جانب آخر.. مشيرا إلى أهمية التفريق بين المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي، ورأى البشر أن المسؤولية الاجتماعية في أبسط صورها تعني مبادرة القطاع الخاص بالقيام بعمل ما تجاه المجتمع. متتبعا ظهور هذا المفهوم في العصر الحديث، وموردا العديد من الأدلة الشرعية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تحثنا على المسؤولية تجاه ضرورات النفس، وتجاه الأسرة بوصفها مجتمعا صغيراً، انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”. إلى جانب ما أورده البشر من أدلة من القرآن الكريم تحثنا على عمل الخير بوصفه يمثل عملا تطوعيا جاء عبر العديد من المفاهيم التي يرد منها الصدقة وغيرها. ومضى البشر في حديثه مستعرضا دور المؤسسات في القطاع الخاص تجاه المسؤولية الاجتماعية التي وصفها بأنها تأتي دون المأمول عطفاً على واقع إسهامها المتواضع تجاه مسؤولياتها تجاه المجتمع، مطالباً أن يكون العمل التطوعي مقصده وجه الله سبحانه وتعالى. في حين وصف الدكتور صالح الوهيبي أن العمل التطوعي مرده كلمة الطوعي التي لا إكراه فيها ومن ثم تحتاج إلى مبادرة ودافعية من قبل الأفراد والجهات والمنظمات تجاه القيام بالأعمال التطوعية من منطلق المسؤولية تجاه الإسهام في عمل ما.. مؤكدا أن قيام المؤسسات والقطاعات الخاصة بمختلف مجالاتها بأعمال تطوعية يعزز منافستها وحضورها في السوق الاجتماعي أيا كان مجال تلك لقطاعات، وأيا كان نشاطها. كما أكد الوهيبي على أهمية الالتفات إلى ما يقدمه العمل التطوعي وخاصة في الدول العربية التي وصف العمل التطوعي فيها بالمتأخرة، مقارنة بالكثير من دول العالم التي أصبحت قادرة من خلال العمل التطوعي على مواجهة العديد من الكوارث الطبيعية وتحمل تبعاتها. كما استعرض الوهيبي العديد من الإحصاءات المقارنة بين النسب محليا وخليجيا وعربيا، ومن ثم مقارنة تلك الأرقام المتباينة بأرقام تطوعية في العديد من دول العالم المتقدمة، التي تعكس قوة إيمانها بالعمل التطوعي وأهميته في حياة الشعوب المعاصرة. أما الأستاذة فايزة نتو، فقد تحدثت عن المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي من خلال استعراض العديد من تجاربها الشخصية. واستعرضت تجربتها في العمل التطوعي عبر العديد من المؤسسات التي أكدت خلال حديثها أنها مؤسسات بحاجة كبيرة إلى الدعم المجتمعي بمختلف أشكاله. وأضافت نتو أن العمل التطوعي يواجه في وقتنا الحالي العديد من الصعوبات والمعوقات التي تحد منه. وشهدت الندوة العديد من المداخلات تناولت، آليات التدريب على الأعمال التطوعية وواقع الجمعيات التطوعية، وأعدادها مقارنة بالعديد من الدول الغربية، إضافة إلى ما يحتاجه العمل التطوعي من إشاعة ثقافته وتعزيزه لدى أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة وخاصة مؤسسات القطاع الخاص. رابط الخبر بصحيفة الوئام: ندوة “المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي” بمعرض الرياض