قال الكاتب الصحفي علي سعد الموسى إن مديرو الجامعات يمسكون عصا الإدارة بطرف خجول، لأنهم يبرهنون على الدوام أنهم مجرد مديري شؤون إدارية ومالية، لا مسؤولون عن مؤسسات ثقافية وفكرية. وتناول في مقاله بصحيفة “الوطن” موقف عميد كلية الباحة، الذي أخذ قانون الاحتساب بيديه ليحطم لوحات فنية لطالبة في معرض هو من هب بقدميه ليفتتحه، على حد قوله. وأضاف الموسى إنني أقول في هذه القصة ما هو أعمق منها، فيها جواب غائب للسؤال في العنوان بعاليه، من الذي أحال جامعاتنا إلى مقابر دون أن يدرك خطورة ذلك على آلاف الشباب من الجنسين في جامعاتنا المختلفة؟، في إشارة إلى مديري الجامعات. وتابع أنه باستثناء شارد لجامعة جازان، سأرصد عاماً جديداً يمر دون برنامج ثقافي لجامعة واحدة إلا ما ظن أصحاب المعالي أنه برنامج ثقافي فيما نحن نعلم أنها مجرد محاضرات قد تتكفل بها قنوات (الحافظ) أو (الساحة). واستطرد الموسى إن تصريحات مدير جامعة الباحة عقب الحادثة تبرهن على هذا الاستسلام الفاضح الواضح لحناجر الصوت المرتفع. هو حتى لم يمسك العصا من الوسط، بل فضل الهروب من مواجهة الحادثة بالقانون، لأنه رأى في العصا ثعباناً متحركاً. وبدلاً من مواجهة (الطالبة) أو (عميد الكلية) بالقانون سيقفل معالي المدير الباب في وجه أي نشاط قادم حتى لا يجد نفسه مستقبلاً في ورطة غير محسوبة. وبكل تأكيد سيصبح عميد الكلية بطلاً، وخذوا اسمه وراقبوا مع الأيام قصة الصعود الإداري لسيرته الذاتية الحافلة. وأردف: هؤلاء من أصحاب المعالي الذين يديرون مؤسسات التعليم العالي مجرد خاضعين للنسق الاجتماعي أو الرأي الأوحد. هؤلاء يغرسون في مئات آلاف الطلاب روح الكراهية لجامعاتهم حين يختزل أصحاب المعالي رحلة الطالب مع الجامعة إلى مجرد قاعة وطبشورة. وقال: إذا أراد معالي وزير التعليم العالي أن يختبر هذه (المقابر)، وهذا الغراس الممنهج للكراهية فله أن يستدعي عمداء شؤون الطلاب في جامعاتنا المختلفة بالأسماء والمناطق ليكتشف أنها مجرد نسخ بالكربون ودبلجة رديئة من بعضها البعض. لمعالي الوزير أن يقرأ الجواب المستنسخ في السؤال الوحيد: ما هو البرنامج الثقافي لجامعتك؟ وما هي الأفكار في البرنامج اللامنهجي؟ سيكتشف أن محاضراً واحداً وعنواناً واحداً قد طاف بما لا يقل عن عشر جامعات في عام واحد بدعوة من هؤلاء العمداء الأشاوس رغم أن سيرته الذاتية ليست بأكثر من مفحط تائب تحول إلى (رمز) لتستقر تجربته. واختتم الكاتب هذه هي حقيقة هذه الجامعات، فلماذا تبنون لها هذه المسارح بالملايين، ولماذا هذه المليارات المكدسة في صندوق الطالب؟