يتفق الكثير من الناس علي أن الارتباط التقليدي هو الأفضل والذي يسبقه قصة حب مرفوض برغم اتفاق الكثير منهم علي ذلك, وأن المجتمع أصبح منفتحا أكثر من السابق، مما دفع الكثير من الشباب بمجتمعنا للجوء إلي الحب قبل الارتباط ليتفادوا المشاكل التي وقع بها من سبقهم بالتجربة التقليدية. “الوئام” التقت بعض الناس والمتخصصين للاطلاع علي رأيهم في الارتباط التقليدي والذي يسبقه قصة حب، لتتعرف أيهما الأفضل وما المترتب علي كلا منهما؟ مها فلاته (عزباء _25عاما) تؤيد الارتباط التقليدي لضمانة وخلو المشاكل الكثيرة كون الارتباط الذي يسبقه علاقة حب بكثرة المشاكل ووجود عنصر الشك برغم من التفاهم ببداية الحياة، أما التقليدي فتصبح العلاقة حلوة مع العشرة. ويؤيد منير بشير أيضا الارتباط التقليدي للخيارات الكثيرة التي تكون أمام الشاب، ونسبة النجاح عالية بالنسبة للارتباط الذي يسبقه قصة الحب، لضعف نجاحه بالنسبة للتقليدي بحسب الإحصائيات برغم من أن الكثير يركضون وراء الارتباط الذي يسبقه حب بالرغم بأن الحب بمجتمعنا يخلو من الإخلاص.بينما خالد العبد الله يري الارتباط سواء كان حباً أو تقليدياً، المهم أن الحفاظ علي الحياة الزوجية واحترامها، مع العلم أنه سيرتبط تقليدياً كون الحب يأتي بعد الزواج. ويؤكد عبدالله محمد علي (عازب 28 عاما) أنه يفضل الارتباط التقليدي، ويقول “نسبة ضمان الاستقرار عالية مقارنة بالارتباط الذي يسبقه حب لكونه يسبق التقليدي بمراحل لتشبع الذي يكون من الطرف الآخر أكثر من التقليدي، بينما المترتب علي التقليدي قد لا تناسب الزوجة مزاج أو ذوق الزوج الجنسي بعكس الارتباط المبني علي حب يكون هناك هناك توافق أكثر، رغم وجود خلافات واختلافات في الطبع والأذواق بشكل اكبر من التقليدي. خلود عجلان، طالبة جامعية هي ضد الارتباط التقليدي لكونه يتم بتوافق العائلتين وليس بتوافق الزوجين وبعد ذلك تظهر الاختلافات والخلافات، ولذلك يحصل الطلاق أو تصبح حياة تعيسة وخيانة من الطرفين. أم فيصل (مطلقة _ ربة منزل) أوضحت أن الارتباط التقليدي كونه يحكمه العقل قبيل العاطفة هو أساس نجاح العلاقة الزوجية، وقالت: إن الله سبحانه وتعالي هو الكفيل بإيجاد المودة والرحمة بينهما كما جاء في محكم التنزيل (وجعلنا بينهما مودة ورحمة). رهف، طالبة جامعيه هي ضد الارتباط التقليدي لسوء نهايته دائما، أما إذا كان برضا الطرفين قد ينجح قائله: “رسمت نهايته الطلاق لأنه في معظم الأحيان أو المشاكل الأسرية ونادرا ما يتم التوافق بين الطرفين بهذا الارتباط”.علي السليماني له وجهة نظر مختلفة قائلا: “إن الزمن قد تغير وأصبح المجتمع بنسبة90% متعلماً ومتفتحا لذلك من الصعب تزوج الفتيات دون موافقتهن كونهن أصبحن علي علم كامل بالعلاقات عن طريق وسائل التواصل وغيرها فأنا ضد كل شخص يقول إن أختي محترمه لا تعرف أحداً، وما خفي كان أعظم. وليد المهنا (أعزب _ 21 عاما ) يؤكد أن الارتباط الذي يسبقه حب كونهم يعرفون بعضهم من قبل فيتقبلون بعض لكن الارتباط التقليدي يكون أحدهم مجبورا علي الآخر بحكم العادات والتقاليد، أو بناء الحياة الزوجية علي مزاج الأبوين وهذا هو الغلط الكبير مما يؤدي للانفصال. محمد سالمين (متزوج _32عاما ) قال كون رجل يتمسك بالعادات والتقاليد فهو أفضل المؤيدين للارتباط التقليدي، وأوضح السبب قائلا: “إن الارتباط الذي يسبقه قصة حب لدينا بالوطن العربي يعتبر من الأمور التي لا يرضي بها المجتمع لسبب أن الفتاة التي تكلم شاباً وتخرج معه دون علم أهلها قبيل ارتباطهما يجعلها تكلم وتخرج مع آخرين دون علمه بعد الزواج وهذه قاعدة يتكلم بها جميع الشباب”. وقالت إحسان يونس هوساوي (عزباء _22 عاما) إن الارتباط التقليدي عادة يقومها مجتمعنا بعدم معرفة الزوجين لبعضهما مما يودي إلي عدم تبادل المشاعر والأحاسيس بينهما مما يجعل المرأة تشعر بأن واجبها هو الإنجاب وخدمته فقط، والرجل أيضا مما يجعل الحياة مملة. بكر محمد بكر (أعزب_ 23) يؤيد الارتباط التقليدي لأن الارتباط الذي يسبقه علاقة حب لعدم استمراريته لسطحيتها قبيل أن يجمعهما قفص واحد وبعد اجتماعهما تنعدم الثقة في الغالب.من خلال حديثا مع الدكتور ناصر العبيد، استشاري ومعالج نفسي، عن الارتباط التقليدي وغير التقليدي أوضح بعض الأسباب النفسية المؤدية لابتعاد الشباب من الارتباط التقليدي واللجوء للحب قبيل الارتباط منه. وقال: الخوف من تحمل المسئولية وأعباء الزواج, الخوف من المعاشرة الزوجية, الخوف من الفشل في الحياة الزوجية.فيما أوضح الأستاذ عبدالرحمن القراش، عضو برنامج الأمان الأسري الوطني أن مجتمعنا اشتهر عن غيره من المجتمعات العالمية باحترام الأصالة العائلية، والمحافظة على التقاليد المتوارثة دون مراعاة إن كانت خاطئة أو كانت صحيحة لأن ذلك يعتبر رمزا يتفاخرون به. وقال في السنوات الأخيرة لم يعد الأمر مفضلا كما كان في السابق إذ أصبح الزواج من غير العائلة أمراً مطلوب لدى الكثيرين، لأن العريس الجديد ذو معاملة فائقة يخشى الانتقاد وليس كما لو كان قريباً من العائلة، حيث تسير الأمور على وتيرة تقليدية إلى حد البرود في أغلب الأحوال، لذلك فنتائج زواج التقليدي في مجملها سلبية في أغلب الأحيان. أما من الناحية الاجتماعية فقال إن الزواج التقليدي يعتبر دعوة صريحة لقطع الصلة مستقبلا بين أهل الزوجين في حال نشوب أي خلاف يحدث بين الرجل والمرأة، وكذلك يكون مدعاة لجلب المشاكل الخارجية لبيت الزوجين، بالإضافة يعتبر مسرحا هزليا لتدخل أهل الزوجين في الخصوصيات وبابا مفتوحا لدخول مشاكل الحموات. وختم حديثة قائلا: “أرى أن على كل رجل وامرأة بقدر المستطاع الابتعاد عن الزواج التقليدي، فإن صلح حال المتزوج أو لم يصلح فإن علاقته بأهله وأصدقائه لا تتأثر بأي عامل وصدق المثل الذي يقول (ابعد بعيد حبك يزيد)”.