في كثير من الأحيان تثور في دواخلنا الشكاية والتذمر، مما يفقد الحياة لذتها، فحينما تختلط الحقائق بالخيالات والمتناقضات تموج بنا نحو رمادية الرؤى وعتمة القرارات. فنحن نعيش في مجتمع متناقض من العادات والتقاليد القاسية التي لا نعرف مسبباتها، فأصبح لدى البعض قانون طبيعي يلجأ إليه مبررا بعض التصرفات الموجودة في أرض الواقع. فقد تعبت أرواحنا من عثرات التخلف وفقدان المرجعيات بالرغم من وجودها في ديننا الإسلامي وتعاليمه السمحة، كل ذلك موجود لدينا ولكن نفتقر لها بسبب تعود مناهجنا الفكرية بأن الميزان هو المرجع الحقيقي لقياس الثقل، وهذا لا خلاف عليه. تختلف معايير الناس في اختيار شريك الحياة، ولكن المعايير العامة تنحصر في الأمور الدنيوية كالحسب والنسب والمال والجمال فقط. وأسقط في هذه المعايير الحب، فالحب وحدة لا يكفي لإقامة حياة زوجية سعيدة، وهناك الكثير من الضروريات التي لا بد أن تتوافر حتى يعيش هذا الحب ويستطيع الصمود، ومن ضروريات الحب التقارب الفكري والثقافي والاحترام المتبادل بين الزوجين. والسائد في مجتمعنا هو اعتقاد الكثيرين بأن المعاشرة بين الزوجين كفيلة بإسقاط الحواجز أو القضاء على أي عيوب. ومن غير المعقول من يرى أن التوافق في الطباع والظروف والتفكير والصفات الأخرى بين الزوجين يجب أن تكون مائة بالمائة، وهذا في اعتقادي رأي خاطئ.. لأنه لكي تستمر الحياة الزوجية وتنمو هذه الشركة فلا بد من وجود بعض الاختلافات، لأن الاتفاق التام والتطابق الكامل لا يعطيان للحياة الزوجية طعما، ولا يتفقان مع الطبيعة البشرية، فوجود بعض الخلافات الظاهرية التي لا تؤثر على الجوهر يعطي كليهما الفرصة للتفاهم، المهم في النهاية أن يصل الطرفان إلى التفاهم، وأن كل زواج يتم سواء بالطريق التقليدي أو بالتعارف لا بد أن تطرأ عليه بعض الخلافات، وبعض الزيجات تتم سواء بالطريقة التقليدية أو بالتعارف، وفي كلتا الحالتين لا بد أن تطرأ عليه بعض الخلافات، وبعض الأزواج يجهلون حقيقة هامة، وهي أن لكل إنسان ذكرا كان أو أنثى تجربته الشخصية التي يخوضها ويعيشها الإنسان في محيطه الخاص وبيئته التي نشأ فيها، يضاف إلى ذلك عامل الشخصية الخاصة لكل إنسان. المهم مع إدراك حقيقة ضرورة وقوع الخلاف فإنه يجب على الإنسان ألا يساوي في نظرته بين الخلافات البسيطة العادية التي يمكن أن تقع نتيجة التعاملات اليومية، وبين الخلافات الصعبة التي تصلح أن تكون سببا لفك الارتباط أو الانفصال، وهذا الحل لا يمكن اللجوء إليه إلا في حالة اليأس التام من الإصلاح وعدم القدرة على تقويم الاعوجاج لدى الطرف الآخر، فإنه هنا يلزم التروي والحكمة والتعامل في الأمور بالمنطق وبقدر من الهدوء، وبهذا يتضح لنا أن ما تخيلناه كبير ا إن هو لا شيء يستحق العناء مع حسن التصرف وإعمال العقل، وهكذا يصبح للحياة الزوجية طعم خاص، وبذلك تسير دفة الحياة. همسة: غموضك دائما بصمتك وحيرة تقتل أحلامي للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 268 مسافة ثم الرسالة