طالب أحد المفحطين التائبين الحكومة والجهات المسؤولة معاملة المفحطين كالارهابيين تماماً،مؤكداً أن هذه الهواية الخطيرة تخلف العشرات من الضحايا كل يوم في مدن ومناطق المملكة. الشاب (س) البالغ من العمر (33 عاماً) أحس بتأنيب الضمير وقرر كشف خفايا تلك الهواية: «التفحيط عبارة عن ثلاث جرائم في جريمة، وهي السرقة والمخدرات واللواط ويغلفها التفحيط»، مشيرًا الى أن مجتمع التفحيط «لن يخلو من هذه الجرائم والسلوكيات»، معترفًا بأنه لطالما «فحطت في أحيانٍ كثيرة وأنا تحت تأثير المخدر، وأتطلع الى اعجاب الزبائن بي حتى تتسنى لي الفرصة لأستحوذ على ألبابهم وبالتالي الركوب في رحلة تفحيط ومن ثم فعل الفاحشة بهم، كما أن غالبية السيارات التي نمارس عليها هذه الهواية النتنة مسروقة أو سيارات ايجار». في ظل امتلاكه لسيارة آخر طراز لم يستطع الشاب المذنب أن يشرّف أسرته الميسورة الحال وأن يرفع رأسها على حد قوله، «والدي رجل فاضل أتعبته كثيرا كان ناصحاً جاداً في متابعتي، وكنت أتفنن في مراوغته وسعيداً بتمردي عليه، ووالدتي ايضاً حاولت في تعديل سلوكي والدعاء لي، وأنا أضحك من جلدها وحرصها»، ويؤكد «ببساطة أنا شاب عاق متمرد لا أستحق محبتهما لي». وأضاف: «كانت لدي رفقة وأنا قائدها لدروب الردى والفجور، رغم تواجد من هم أكبر سناً مني، ولكنني كنت أجيد التأثير فيهم وقيادتهم لطريق الهلاك». وقال: ان التمرد كان وراء غياب محبته لوالديه اللذين لطالما حاولا اعادته اليهما، «كنت أدرس في الجامعة، ولكنني لست بذلك الطالب الجاد فعلاً بالحصول على الدرجة الجامعية، فقد كنت أعتبرها تضييع وقت لا أكثر (وين رايح… الجامعة… منين جاي… من الجامعة). ولعل الغالب أن من يمارس هذه الهواية يبقي تفاصيلها في خبايا عقله ومن يعرفهم فقط الا أن (س) ناقض الأعراف مواجهًا ماضيه: «مجتمع التفحيط (عفن)، فأنا بما أنني اصبحت مطلباً جماهيرياً، صرت مطلباً لتجار المخدرات»، باختصار؛ تحول ذلك الشاب الى مسوق وصف نفسه بالفتلة لبضاعتهم، الا أنه في الوقت ذاته لا يعتبرها مهنة صعبة أمام ذلك الانجذاب الجماهيري الذي يتمتع به: «بسهولة فائقة أستطيع تصريف هذه البضاعة للأصدقاء والمعجبين والمدمنين الذين يتواجدون على الدوام في المناطق التي ستكون مسرحاً للتفحيط». ولم يقتصر الأمر على هذا فقط بل تطور الأمر الى الحشيش المخدر، كما «انتقلنا الى (الشراب) أو (العرق) الخمر كما يسمى، وكنت بعد انتهائي من الاختبار أخذ رفقتي ونبحث عن الفتيان الذين يهتمون بالتفحيط وخاصة (اذا كان مزيوناً) ثم نخطط على اغوائه وفعل الفاحشة به سواءً كان برضاه أو رغماً عنه». ما بدأ على أنه تفحيط تطور الى شهوات مجنونة دفعتهم لسرقة «سيارات متعارف على جودتها في التفحيط» وأخذها الى مسارح التفحيط: «كنّا نحضر وتسلط الأضواء علينا، وبالتالي يزداد معجبونا، ونصبح هدفاً لتجار المخدرات، وهكذا بتنا نسرق ونروج ونمارس اللواط ونفحط». وعن السجن، أكد خلال حديثه مع صحيفة ايلاف «بطبعي ولله الحمد ذكي وأستطيع التأقلم مع الأجواء الجديدة بسرعة وهذا ما حدث هنا، هو بالفعل مجتمع صعب، ولكن ادارة السجن تبذل جهوداً فتشكر من خلالها نستطيع التأقلم واستغلال الفرص التي تساعد على الصلاح بعون الله». وسط نظرة المجتمع السلبية يتهرب (س) من التفكير في ذلك عند الخروج من السجن، «ولكن الله سبحانه هو المعين، عليّ في هذه الأوقات ارجاء التفكير في الخروج، والاهتمام بحفظ كتاب الله والاستفادة من البرامج الكثيرة هنا، ووقت الخروج يحلها ربك بألف حل وحل». ولم يتوانَ (س) عن توجيه رسالة للحكومة عامة ووزارة الداخلية خاصة متسائلاً في الوقت ذاته عن سبب عجزهم عن الارهاب وصانعيه: «لكم الفضل بعد الله في تجفيف مواطنه وابادته من هذه الأرض الطاهرة، ولا يمكن لهذه الظاهرة التفحيط أن تزعجكم ولا تستطيعون ايقافها.. أرجوكم أولوها اهتمامكم فهي خطر كبير على شباب هذا البلد،» خاتمًا حديثه بمناشدتها «أبيدوها مثل ما أبدتم الارهاب لاسيما وهي ايضاً صورة من صور الارهاب».