حذر خبير سعودي في العلوم الفيزيائية من مغبة حدوث أي خلل في أصول سلامة مفاعل بوشهر النووي الإيراني، وقال إن ذلك سيشكل خطرا محدقا على الوطن العربي بأسره وفي المقدمة دول الخليج. وصرح رئيس قسم العلوم الفيزيائية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن د.علي الشكري، لصحيفة «الشرق» السعودية بأن أي تسرب قد يطرأ على المفاعل الإيراني سيصل إلى دولة الكويت خلال ساعات، والى السعودية وباقي دول الخليج خلال بضعة ايام. ثم تأتي اليمن بعد دول مجلس التعاون من حيث توقيت بلوغ الإشعاعات النووية، حيث يتطلب وصول أثر الاشعاعات إليها قرابة شهرين فقط، وتحتاج الإشعاعات وقتا أكبر لتصل جمهورية مصر العربية، وتركيا، وأفغانستان وباكستان، بالإضافة إلى سورية ولبنان، لكن هذا الوقت لن يتجاوز ستة أشهر فقط حتى يعم خطر الاشعاعات النووية المنطقة بأسرها. وعقد الشكري مقارنة من حيث السلامة وأصولها، بين المفاعل النووي الإيراني، والآخر الإسرائيلي، الذي يفوق بوشهر الإيراني ربما من حيث ضبط وسائل السلامة الصارمة، وعزا ذلك إلى تفوق إسرائيل في برنامجها النووي، بعيدا عن كونه سلميا أو مخالفا لذلك. وقال الخلل في مفاعل تشرنوبل، الذي خلف كارثة إنسانية لاتزال الأجيال تدفع ثمنها في الدول التي بلغها التسرب النووي الإشعاعي، جاء نتيجة عيوب في أصول السلامة المتبعة في مثل هذه البرامج النووية، بالإضافة إلى انهيار قضبان الوقود النووي وزيادة درجة حرارته لدرجة فقد السيطرة عليه حينها، وخلال ساعات بات صعب التحكم في الأمر ومنع التسرب الإشعاعي النووي. وقلل الشكري من الإمكانيات التي تملكها طهران لحماية برنامجها النووي، والذي عمد الألمان على تشييده وتأسيسه، ومن ثم تولى إكمال الأمر الروس، وذكر بتجربة اليابان التي شهدت تسرب أحد مفاعلاتها النووية أخيرا جراء زلزال وهزة أرضية، وهو الأمر الذي أحدث ربكة وضررا طال اليابان والدول المجاورة.