يحرمنا الموت أحيانًا من الكبار، ولكن الكبار لا يموتون، والشيخ عبد العيز المنقور من هؤلاء الكبار، الذين لامست أمجادهم أمجادنا، وصنعت كلماتهم أشعارنا، ووضعت خبراتهم خبراتنا. وحين ودعت مدينة حوطة سدير الشيخ عبدالعزيز عبدالعزيز المنقور عن عمر يناهز الثمانين عاماً إثر مرض لازمه في مراحل حياته الأخيرة، لامستنا الأحزان للرجل الذي أسهم في تطور حوطة سدير. كان عبدالعزيز المنقور المواطن الذي فهم رسالة الدولة وسعى بجهده ووقته وماله للنهوض ببلده وكان يراسل ويحظى باحترام ملوك البلاد من عهد الملك سعود حتى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. ورحيله سيترك فراغا مرا وألما شديدا وستفتقده الوزارات التي طالما ملأ مكاتبها برسائله الانيقة اما مثنيا على افتتاح مشروع او مذكرا بتأخر آخر..مدة ستين عاما دون كلل او ملل او انتظار شكر حتى ان آخر جهوده تكللت بالنجاح لتخصيص ارض لمجمع الكليات بمساحة مليونين واربعين الف متر مربع... في بلده التي خرج منها يتيما وعطف عليها بأبوته عندما وقف على قدميه مغلبا المصلحة العامة على مكاسبه الشخصية. لقب بالمواطن عبدالعزيز المنقور لأن هذا مايسبق اسمه وهو يكتب للملوك والامراء والوزراء والمسؤولين منذ ستين عاما لبلده حوطة سدير التي احبها حبا خياليا وهام في عشقها وأرخص لها الجهد والوقت والجاه والمال وربما حين تفكر هذه المعشوقة في تكريمه تكريما يليق بمكانته وتاريخه وانجازاته يكون للكلمات وقعا يزيل ضبابية الرؤية، وتبرز بالوثائق مواقف ترفع هاماتنا الى عنان السماء بودي ان لايكون التكريم على استحياء وبدرع معدني على هامش حفل في مناسبة عامة والتكريم لا ياتي من الشمال الوثائق مواقف ترفع هاماتنا الى عنان السماء. بودي أن لا يكون التكريم على استحياء وبدرع معدني على هامش حفل في مناسبة عامة.... التكريم لا يأتي من الشمال وأن كانت جلاجل تشكر في شخص ابنها البار عبدالعزيز الشويعر بل يأتي من ابناء واحفاد رجالات حوطة سدير الذين ذاقوا وانتفعوا بجهد عبدالعزيز المنقور ... وليس بجهد النادي الذي عودنا على تحمل مسؤوليته الوطنية والاجتماعية .. هذه صورة من أجمل الصور في حياتي وجه عبدالعزيز المنقور وصورة البشر والفرح وخفقة المشاعر ورقة الاحساس.