يختتم نهاية الأسبوع الجاري معرض "أشرعة نحو الشمال" لمجموعة مدى للفن المعاصر لفناني دول الخليج العربي، في العاصمة السويدية ستوكهولم، بتنظيم من جماعة الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد، والذي ضم 13 فنانة وفنانا من جميع الدول الخليجية والعراق، وأكثر من خمسين عملا تشكيليا من مختلف المدارس والأشكال الفنية. تقول منظمة المعرض الفنانة العراقية أشنا أحمد إن فكرة المعرض جاءت بعد لقائها مجموعة من فنانين خليجيين في الهند العام الماضي، وجاءت الفكرة، وتمت متابعتها والتنسيق لإنجازها بين جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد، ومجموعة مدى للفن المعاصر لدول الخليج، من خلال رئيس جمعية الفنانين التشكيليين في قطر الفنان محمد العتيق، وحصل الدعم للمعرض من عدة جهات، منها "مؤسسة كتارا" لدعم الفنانين ومن الجانب السويدي "كلتور فورفالتنك في ستوكهولم" و"هوسبي كونستهال". وتحدث الناقد محمد القحط عن الفنانة المشاركة العمانية عالية الفارسي، والتي تشارك بأربع لوحات "كولاج وأكريلك"، قائلا: إنها متشابهة من حيث الأسلوب ووحدة الألوان ومواضيعها متقاربة، مهتمة بالفولكلور والأزياء العمانية، والتي تعكس تعلقها بالتراث العماني والبيئة العمانية وحياة المرأة العمانية بشكل خاص، فتجد في لوحاتها وجوها دون فم أو بلا عيون، فالحرية شبه مستلبة، كما أن الظلام أو غياب فهم الحقائق، يعكسان واقعا اجتماعيا تحاول عالية قراءته وعكسه مع مراعاة إدخال الأزياء الشعبية الخاصة بالشعب العماني نساء ورجالا، لما فيه من جمالية وتميز. أما الفنان السعودي زمان جاسم، فيؤكد القحط أنه قدم لوحاته الأربع "أكريلك"، بما فيها من إبهار فني ولوني وأشكال متميزة، وكأنها لوحة واحدة مقطعة إلى أجزاء، متناولا الموروث من الطفولة، حيث القرية ومن ثم المنطقة أو المدينة ثم البلد بأسره، مكتشفا أن الموروث ذو أبعاد إنسانية أيضا، يشترك فيها جميع البشر أينما كانوا. بينما يرى القحط أن أعمال السعودية فاطمة النمر ال4، تتناول حالة الإنسان المعاصر كمناخ متقلب بسبب التغيرات المتسارعة، فالإنسان حاضر في أعمالها. تقول النمر "أنا عندما أرسم عملي أركز على الجسد الإنساني بكل تجلياته وحالاته كعنصر رئيسي في هذه الحياة، أحاول إعادة الاعتبار للروح الإنسانية، فجسد المرأة هنا مليء بالنقوش والمعتقدات العربية والإسلامية والسعودية، فهي طلاسم الحب، لكنه ليس الحب فقط، فأردت من تناول جسد المرأة أن أقول نحن موجودات في المجتمع، وقادرات على العطاء". الفنان القطري محمد العتيق الدوسري يقول عن أعماله "أردت الدخول إلى عوالم ومناطق بعيدة عن المتناول، دخلت من الأبواب القطرية القديمة لأستوحي منها، فالمسمار عندما نزيله يبقى أثره في المكان، فتجد هنا الكولاج والحبال، فهي مواد تمس حياتنا السابقة. وأضاف الدوسري "كوني خليجيا، تناولت شجرة السدرة المشهورة في الخليج، لكنني طرحتها بشكل معاصر، مع روح التقنية الحديثة، ومن خلال أشياء بسيطة مهملة في حياتنا، وبعيدا عن المتناول من المشاهد العامة والمرأة، أنا أصور العديد من المشاهد البصرية التي أريد إيصالها. الكويتية سمر البدر، تقول عن رحلتها مع الفن "الشرق.. كلمة تعني العراقة والأصالة والجمال، كما تعني الغموض والسحر والإبداع، هذا ما استلهمته من تلك الكلمة ثم نثرته على القماش والورق صورا علّها تعبر عما أكنه من حب وعشق لذلك الشرق العتيد والذي يشرفني انتمائي إليه ويشعرني بالفخر والاعتزاز، إنها أكثر من صورة، أكثر من لون على ورق، هي لمسات من روحي ومواقف مست شغاف قلبي، وومضات من مشاعري وحياتي.