التقت أربعون فنانة تشكيلية من سلطنة عمان ودول مجلس التعاون الخليجي، وأخريات مقيمات في السلطنة تحت سقف «الجمعية العمانية للفنون التشكيلية»، ليشكلن تجربة إبداعية مهمة أنجزت في ثلاثة أيام نحو 80 لوحة عرضنها أمام الزوار لمدة أسبوع، وسيسدل الستار على معرضهن في الثالث من شباط (فبراير) الجاري. ووسط حضور للتشكيليات العمانيات والمقيمات أثرت الفنانات الخليجيات الملتقى بحضور لافت معربات عن سعادتهن بقضاء أيام في لحظات إبداع ضمن عدد كبير من المشتغلين بالتشكيل. وشاركت نجاة مكي من دولة الإمارات وبلقيس فخرو من البحرين، وشيخة سنان وشيماء اشكناني من الكويت، وعلا حجازي من السعودية، ومنيرة المير من قطر. احتفت الألوان بالمرأة وقضاياها عبر مدارس متنوعة قدمت مشاهدات وتجارب ورؤى وضعت لمساتها وتمرداتها الفنانات اللواتي مارسن هواية الركض فوق سطح اللوحة مجتمعات تحت سقف واحد، بينهن من آثر الرسم على مسند وأخريات افترشن الأرض يضعن اللون إثر اللون في تماه تام مع البيئة. وأظهرت الفنانات المشاركات قدرة على ملامسة الواقع المجتمعي وارتباطه بعنصر المرأة كمكوّن أساسي للتجربة الحياتية، لكن المدخل التراثي كان السمة الغالبة على غالبية التجارب. ومن بين اللوحات واحدة للبحرينية بلقيس فخرو التي عبرت عن رؤيتها لواقع المرأة بالقلعة، مؤكدة أنها تبحث دوماً عن ذاكرة المكان وليس المكان ذاته، فالقلعة «التي كانت تحمي الإنسان ما عادت تعني ذلك». وقالت أن الإنسان المعاصر «أصبحت له قلعته الخاصة التي تتمحور في ذاته». وتقول مديرة الجمعية الفنانة مريم عبدالكريم أن الملتقى إضافة حقيقية للفن التشكيلي. فمن خلال الأعمال الثمانين، قدمت المرأة حضوراً واسعاً على مستويات الإبداع وإثارة قضاياهن، مشيرة إلى أن الملتقى يمثل ولادة أولى فعاليات الجمعية لهذا العام، إذ تحتفل عمان بمرور أربعين سنة على نهضتها المعاصرة، مشيرة إلى أن الملتقى هو لقاء أحبة اجتمعوا بالحب على أرض عمان ليصنعوا أفقاً آخر للإبداع الفني، مبدية أملها بأن يتكرر هذا الملتقى سنوياً لما حصده من نجاح كمي ونوعي. وقالت عبدالكريم أن الطموح لا يزال كبيراً جداً لإقامة فعاليات أوسع، مشيرة إلى أن هذه التجربة شجعت الجمعية والفنانات على إيجاد اشتغالات تشكيلية تصل بهن إلى مناطق أوسع، فنياًَ وجغرافياً. وطالبت القطاع الخاص بدعم الفن التشكيلي في عمان والمنطقة بما يساعد هذا الإبداع الفني على الوصول إلى العالمية، وقالت أن هذا الهدف لن نتنازل عنه كفنانات خليجيات. وأشارت إلى أن الجمعية تواصلت مع دور عرض وغاليريات عالمية لعرض الإبداعات الفنية التشكيلية، مبدية رغبتها أولاً في نشر الفن الجمالي داخل المجتمع أولاً، وقالت إن حلمها أن ترى كل بيت عماني مزداناً بلوحة تشكيلية.