فتحت بعض المولات أبوابها للشباب الذين كانوا يحلمون بدخولها على مدار السنوات الماضية دون وسيط، أو توسل لعائلة تعطف عليهم وتجعلهم ضمن أفرادها كي يقضوا فراغ أوقاتهم بين المتسوقين والمتجولين. كان الشباب يعيشون في معزل عنا لا ينظر لهم أحد، ولا يهتم بهم، ولا يتابع أفكارهم أي من مؤسساتنا المعنية بالشباب وأيضاً مثقفونا وعلماؤنا. شبابنا أغلى ثروة يمتلكها الوطن، وهم ركن أساسي في بناء مستقبلنا، ومن هنا تأتي الأسئلة التي تختصر علينا طول المسافة في تلبية رغبات أجيال المستقبل. هل أكملنا واجباتنا تجاه شبابنا بفتح بعض أبواب المولات وجعلناهم بيننا واحتويناهم بعد أن كانوا يحلقون خارجها؟ وهل سننجح بمجرد فتح أبواب بعض المولات في القضاء على ظاهرة تجول الشباب منذ بزوغ الليل إلى غسقه؟ فكم من شاب انتظر لفترة يسيرة قبل أن يغرق في وحل الجريمة، وشباك الرذيلة عندما وجد ضعاف النفوس والمتربصين بعقول شبابنا يفتحون أبوابهم لهم، والسير على رضاهم، والسعي لمرادهم؟ إن شبابنا اليوم ليسوا كشباب الأمس الجميل، فلقد أصبح لدينا بعض الشباب يجوبون الشوارع ليل نهار ليمارسوا بها سلبيات، كالتفحيط وإيذاء الآخرين وغيرها من الأشياء التي يلفظها المجتمع، ونحن نراها وننكرها في قلوبنا وندعي لذلك بأنه (طيش شباب) سيزول. إن فتح بعض أبواب المولات للشباب خطوة رائعة وجيدة، إذا قوبلت بضوابط تردع المعاكسين والمؤذين للآخرين، وإلا فسوف نجني أخطاء لا تستقيم إلا بالقانون والعقاب الرادع. ولا يزال كثير من الشباب يأملون أن تفتح لهم صالات رياضية وأماكن خاصة بهم في كل حي، كي يثقوا بذاتهم، ويرتقوا بوطنهم وبأنفسهم، ويستثمروا أوقاتهم فيما يعود عليهم بالفائدة. فهل المجالس البلدية وإمارات المناطق وأصحاب المشاريع السياحية عاجزون عن ذلك؟