يقولون إن هناك من المحظوظين من يأتي الحظ ليطرق أبوابهم ويمنحهم الفرص التي يحلمون ..ويريدون بينما هناك من يظلون كل العمر ينتظرون فرصتهم التي يحلمون بها لكن الحظ لا يطرق أبوابهم ولا شبابيكهم أبداً!!. ومع أن هذا صحيح أو على الأقل يحدث في معظم الأحيان إلا أنه من العبث أن نتجاهل ما لسعي الانسان من أهمية .. ..وما لقدراته من دور ..وما لنواياه من حظوظ ..ولا أدل على ذلك من أن الحظ قد يطرق أبواب البعض ولكنهم لا يسمعونه لسوء حظوظهم أو لكسلهم ولا مبالاتهم !! كما أن هناك من لحقوا بقطار الحظ عندما مرَّ بهم ولكنهم لم يفلحوا في تحقيق أهدافهم لقصور امكانياتهم وقلة فهومهم!!. وكم شاهدنا من اناس ابتسم لهم الحظ ومنحوا أكثر مما يستأهلون ولكنهم مع ذلك لم ينجحوا وظل ميزانهم يتأرجح بين الاخفاق والتواري.. ودائماً فان المسألة لا ترتبط بمشوار السنوات الطويلة التي قد تتواصل ولكنها لا تمنح الانسان فرصة التثبت والنجاح .. والتفوق ولهذا فان أولئك لا يتقدمون إلا خطوات قليلة واهنة لا تشفع لهم في صعود سلم التفوق وينقضي العمر وهم يتقدمون خطوة ويتراجعون اثنتين أو يتقدمون خطوتين ويتراجعون ثلاثاً!!. وأعتقد بأن السبب في هذا يعود إلى هشاشة كفاءاتهم ووهن موهبتهم وقلة امكاناتهم ..ولهذا فعلى الانسان ألا يتعلل بالحظ والفرص قبل أن يتأكد بأنه إذا حظي بهما فانه قادر على التفوق والانجاز ..وإلا فما قيمة أن يأخذ الانسان فرصته التي يريد وهو لا يرقى إلى مستوى انجاح نفسه..اننا نصادف في كثير من الأحيان بعض الناس يفاخرون بعدد سنوات ركضهم دون أن يحققوا أية مكاسب أو يرتقوا إلى أية مناصب ..أو يسجلوا أية نجاحات ولأن العدد في الليمون كما يقولون فانه لا قيمة للمشاوير إذا ما ظلت رقماً لا يقترن بالتفوق والانجاز..والنجاحات المشهودة. ولعل أسوأ ما يقود الانسان إلى الفشل الدائم أو السقوط العلني أو الدوران في مساحة ضيقة دون القفز إلى الامام هو شعوره بأنه قد بلغ مرحلة النجاح المطلوبة وأنه أصبح في عداد المتفوقين وأنه عبقري لا يطاله أي انسان حوله.. وهذا الانتفاخ يسهم بشكل واضح في أن يظل الانسان غير قادر على تجاوز خطوته ..فيدمي نفسه بالغرور .بالورم فلا يفلح في الفوز أو التفوق أو حتى اقناع الآخرين بعمله ولا جهده ولا نجوميته!!. آخر المشوار: قال الشاعر: ضحل ويختال كالطاووس في صلف كأنه فوق وجه الأرض لقمان جهل وعجرفة في طبعه اجتمعا وهل يذل بغير الجهل انسان