صالح صبحان البشري فتحت بعض المولات أبوابها لشباب كانوا يحلمون بدخولها على مدار السنوات الماضية، دون وسيط يعرفهم، أو عائلة تعطف عليهم وتجعلهم من أفرادها، كي يقضوا فراغ أوقاتهم، بين المتسوقين والمتجولين، وكأنهم يعيشون في معزل عنّا لا ينظر إليهم أحد! ولا يهتم بهم أحد! ولا تتابع أفكارهم أياً من مؤسساتنا ومثقفينا وعلمائنا! فشبابنا أغلى ثروة يمتلكها الوطن، وهم ركن أساسي في بناء مستقبلنا، ومن هنا تتقافز أسئلة، تختصر علينا المسافة في تلبية رغبات أجيالنا: هل أكملنا واجباتنا تجاه شبابنا حين نفتح لهم أبواب المولات بعد أن كانوا يحلقون خارجها؟! وهل بذلك سننجح في القضاء على تجول الشباب منذ بداية الليل إلى غسقه؟ فكم من شاب انتظر لفتة يسيرة قبل أن يغرق في وحل الجريمة، وشباك الرذيلة، عندما وجد ضعاف النفوس، المتربصين بعقول شبابنا، يفتحون قلوبهم لاحتوائهم والاجتهاد في إرضائهم وتحقيق مرادهم. إن شبابنا اليوم ليسوا كشباب الأمس الجميل، أصبح الكثير من الشباب اليوم يعشقون الشوارع ليل نهار، ليمارسوا سلبيات مزعجة ومؤذية، كالتفحيط وإزعاج الآخرين، وغيرها، نراها وننكرها في قلوبنا، ثمّ نقول: إنه طيش شباب سيزول، وسيأتي بعده جيل واعٍ، ينكر ذلك ويصحح ما وقع فيه سلفهم. ونعود للسؤال: هل يا ترى سيؤدي فتح أبواب المولات للشباب لتحقيق متطلباتهم؟ إنها في تقديري خطوة جيدة إذا قوبلت بضوابط تردع المعاكسين والمؤذين للآخرين، وإلا سوف نجني أخطاء وتصرفات لا تستقيم إلا بالقانون، والعقاب الرادع. ولكن لا يزال الشباب يأملون في أن تفتح لهم صالات رياضية، وأماكن خاصة بهم في كل حي، بما يجعلهم يثقون في ذواتهم، ويرتقون بأنفسهم ووطنهم، ويستثمرون أوقاتهم بالشكل المطلوب. فهل المجالس البلدية وإمارات المناطق وأصحاب المشروعات السياحية عاجزون عن تحقيق ذلك؟!