رفضت طالبات سعوديات من الملتحقات ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، تهم الانغلاق، والثقافة الرجعية، وأكدن على أنهن بجانب قيامهن بواجبات الدراسة، وتحقيق الهدف المنشود من ابتعاثهن، فإنهن يعملن على نقل وتعزيز صورة واقعية للمواطنة السعودية، وإثبات قدرتها على التعامل مع المجتمع الجديد وتخطي كافة الصعوبات. وحول ذلك تتحدث ل"الوطن" الطالبة المبتعثة في أستراليا، سلوى السميحي، قائلة "عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية هي أسس تربينا عليها ولا يمكننا العيش إلا بها، ونحن الآن في مجتمع متفتح لذلك نحيا حياتنا بشكل مدني، وليس كما يعتقد البعض بأننا نعيش في مجتمع مغلق ولا نحمل أية رسالة أو دور بالمجتمع". وتؤكد السميحي أنها دائما ما تحاول توضيح وتعزيز وضع صورة المرأة السعودية في بلدها من خلال الاحتفالات التي تنظمها مع زميلاتها في أعياد اليوم الوطني، لخلق جو أسري بين كافة المبتعثين، وإتاحة الفرصة للجميع للتعبير عن مشاعرهم. وتشير السميحي إلى أن تنظيم تلك الاحتفالات يقوم بالمشاركة التطوعية من قبل الجميع سواء من الشباب أو البنات، وغالبا ما يكون هناك إعلان مسبق عن إقامة فعالية معينة، يقوم الطلبة بإبداء رغبتهم في المشاركة على إثرها. وحول تجربتها، تقول الطالبة السميحي، إنها كانت إحدى المتطوعات في النادي السعودي وشاركت بتنظيم بعض الاحتفالات في الأعياد، واليوم الوطني واستقبال الطالبات الجدد، وحفلات التخرج. التعاطي مع المجتمع الجديد ورغم ما تواجهه المبتعثة من صعوبات، وخاصة في بداية فترة الابتعاث، إلا أنها مع مرور الوقت، والتعاطي مع المجتمع الجديد، تجد نفسها أكثر قدرة على إثبات وجودها كفتاة مسلمة قبل أن تكون مواطنة، وهذا ما تؤكده سحر عبدالمجيد المبتعثة في بريطانيا، حيث تقول "نشاطاتنا كطالبات في إيصال الهوية السعودية تتم عبر النادي السعودي بمانشستر، والذي يتيح للآخرين التعرف على الثقافة السعودية من خلال ما يقدمه من برامج للجميع، نحاول من خلالها إيصال رسالتنا في التمسك بالعادات والتقاليد السعودية، الأمر الذي يعزز من عدم خروج ممارسات الطلبة المبتعثين عن حدود ثقافتنا، وحتى لا يتأثروا بالثقافات الغربية بشكل سلبي". وأوضحت سحر وجود حلقات و دورات لتحفيظ القرآن الكريم بمانشستر تحت إشراف النادي السعودي للسيدات تعقد خلال يوم الإجازة الرسمية لنهاية الأسبوع "السبت"، كما يقام في يوم الجمعة بعض الحلقات الدينية للشباب وعدد من المحاضرات التي تساعد في نشر الثقافة السعودية، إضافة إلى إقامة بعض الحفلات الرسمية كمناسبات الأعياد. الاجتماعات الطلابية من جانبها أوضحت المبتعثة في أميركا نورة الشهري أن الاجتماعات الطلابية للعرب عموما في الجامعة تتخذ طابعا عربيا بحتا، تجعل الطلاب يشعرون بالبعد عن الوطن، وتؤكد أنهم ينتظرون تلك الفعاليات بفارغ الصبر، لما تضيفه لهم من مشاعر الانتماء للوطن، وذلك من خلال الأغاني الوطنية والأكلات الشعبية التي تتشارك الفتيات في إعدادها للجميع. وترى الشهري، أن ذلك انعكس بشكل واضح على إضفاء جو من التنافس بين الفتيات لإظهار قدرتهن في الطهو وإعداد الموائد، وعكس صورة مشرقة حول المرأة السعودية، التي تعمل بنشاط، لتقديم ما يميزها، وينقل ثقافة بلدها بشكل سليم للآخرين.