بدأت أمس في أنقرة محاكمة الرئيس التركي الأسبق الجنرال المتقاعد، كنعان إيفرين (94 عاما)، منفذ الانقلاب العسكري الذي وقع في 1980 في تركيا، ورفيقه قائد القوات الجوية سابقا، تحسين شاهينكايا (86 عاما)، وهي محاكمة غير مسبوقة في تركيا، حيث استولى الجيش على السلطة ثلاث مرات منذ 1960. ولم يحضر الرجلان الطاعنان في السن والمريضان، الجلسة الأولى من محاكمتهما بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الدولة" خلال هذا الانقلاب الذي أعدم فيه نحو 50 شخصا واعتقل مئات الآلاف. وأمام قصر العدل تجمع مئات المتظاهرين استجابة لدعوة العديد من الأحزاب اليسارية الصغيرة للمطالبة بتحقيق العدالة لضحايا الانقلاب، رافعين لافتة كتب عليها "ضمير الانقلابيين أمام القضاء". كما رفع بعضهم صور رفاق لهم قتلوا في السجن. جرت الجلسة الأولى بحضور العديد من نواب الأحزاب الرئيسية الممثلة حاليا في البرلمان التركي، والذين ادعوا بالحق المدني ضد الانقلابيين. وكان الجيش أطاح ثلاث مرات بحكومات منتخبة في أعوام 1960 و1971 و1980 باسم الدفاع عن مبادئ الجمهورية التركية التي أرساها مصطفى كمال أتاتورك. كما أبعدوا حكومة نجم الدين أربكان الإسلامية عام 1997. لكن انقلاب 12 سبتمبر 1980 كان الأكثر دموية، حيث اعتقل خلاله مئات الآلاف الذين أدين نحو 250 ألفا منهم، وأعدم 50، فيما توفي العشرات في السجن جراء التعذيب. وقد اضطر أيضا عشرات الآلاف من الأتراك إلى الهجرة. ويرى العديد من المراقبين أن الهدف من وراء هذه القضية هو محاكمة جميع المسؤولين عن الانتهاكات الجماعية لحقوق الإنسان التي رافقت هذا الانقلاب.