"بفارغ الصبر، أنتظر بشغف هذه الأيام لبدء موسم بيع " الفقع" في نقاط البيع المنتشرة بالقرب من الأسواق الشعبية في مدن وقرى الأحساء".. بهذه العبارة بدأ علي الموسى حديثه أمس ل "الوطن" أثناء شرائه كمية من نبات "الفقع" في سوق الخميس الشعبي بالهفوف، موضحاً أنه وأفراد أسرته يفضلون تناول "الفقع" مع معظم وجبات الكبسة، التي تعتبر وجبة غداء رئيسية، حيث إنه يعطي الوجبة مذاقاً ونكهة خاصة، بجانب أنه يعتبر مصدر طاقة للجسم البشري، ولذلك يحرص على شراء كميات كبيرة من "الفقع" لتخزينها طوال العام حتى لا ينقطع منه "على حد تعبيره". "الوطن"، تجولت أمس في بعض نقاط البيع، ورصدت توفر كميات كبيرة من "الفقع" المستورد من دول المغرب وليبيا والجزائر، وشحا ل"الفقع المحلي" في تلك الأسواق، فيما يبلغ سعر الصندوق الصغير سعة الكيلو جرام الواحد من صنف الزبيدي المستورد 180 ريالا للحبة الكبيرة، و150 ريالا للحبة الصغيرة، فيما بلغ سعر الصندوق الصغير لصنف الخلاسي المستورد 100 ريال للحبة الكبيرة و70 ريالا للحبة الصغيرة، كما لاحظت أن جميع الباعة والزبائن سعوديون. وأشار البائع عباس القطان إلى أن معظم كميات الفقع المتوفرة في أسواق الأحساء مستوردة من دول المغرب العربي، وتصل إلى المنطقة الشرقية من المملكة من خلال أسواق قطر، موضحاً أن بائعين محليين من الأحساء يتوجهون يومياً إلى أسواق الدوحة في قطر لشراء كميات كبيرة وجلبها إلى أسواق الأحساء وبعض الأسواق في محافظات المنطقة الشرقية، وهي تعتبر أصنافا جيدة، إلا أن "الفقع" السعودي أكثر جودة، لكنه موجود حالياً بكميات شحيحة جداً تكاد تكون معدومة في بعض الأيام، بسبب قلة هطول الأمطار الموسم الحالي في صحاري المملكة، ونظراً لجودة المحصول السعودي، يصل سعر الصندوق الصغير منه إلى 500 ريال، سعة كيلو جرام واحد. وأكد القطان أن الإقبال على الفقع المستورد في الأحساء مرتفع، وله زبائنه الدائمون، ولم تتأثر حجم مبيعاته رغم ارتفاع الأسعار، لافتاً إلى أنه يبيع ما معدله 50 صندوقا صغيرا يومياً بهامش ربحي مناسب. وقال البائعون إبراهيم الدوى وعلي العايش وعلي الباقر إن هناك بعض التجار والباعة السعوديين في مناطق المملكة كجدة والرياض يستوردون "الفقع" من دول المغرب، إلا أن الكميات التي تصل إلى الأسواق القطرية تكون طازجة أكثر، لأنها تجلب من المغرب إلى الدوحة بالطائرات، وهو خط سير سريع لا يستغرق وقتاً طويلاً، في حين أن الكميات التي تستوردها المملكة من المغرب معظمها تصل متأخرة بالبر أو البحر، وعادة تستغرق فترة زمنية طويلة، لافتين إلى أن أسعار الفقع من يوم إلى آخر غير ثابتة وتخضع لقانوني العرض والطلب، فكلما كانت الكميات كبيرة في الأحساء انخفض السعر، وإذ كانت الكمية قليلة ارتفع السعر، مستشهدين بأن الأسعار في الوقت الحالي، انخفضت بنسبة 50% عن الأسعار أول الموسم قبل نحو 35 يوماً، مشددين على أنه ليس هناك غش في الفقع، فالحبة الكبيرة هي الأفضل من الصغيرة، والحبة الفاسدة مكشوفة للجميع. وأكدوا في معرض ردهم على استفسار "الوطن" عن إقبال المقيمين على بيعه أو شرائه، أن جميع زبائنهم سعوديون وخليجيون، وأن الباعة جميعهم سعوديون، ولا يحظى الفقع بإقبال المقيمين قطعياً. وأوضح الزبائن يوسف المقهوي ويوسف السعيد وهشام العيسى أن الأسعار مرتفعة، متوقعين أن تنخفض أسعار الأصناف المستوردة إلى أكثر من نصف أسعارها الحالية في حال وصول الفقع السعودي، موضحين أنه يعتبر أجود أنواع الفقع، ويتوقعون أن يصل الأسبوع المقبل بكميات ضئيلة للسوق، إلا أنها بالتأكيد ستسهم في خفض أسعار المستورد، مضيفين أن الأسعار مقارنة مع العام الماضي تعتبر مرتفعة كثيراً، مبينين أنهم اشتروا العام الماضي الصندوق الصغير من الزبيدي بأسعار تراوحت ما بين 80 إلى 120 ريالا، والخلاسي ما بين 40 إلى 60 ريالا، ولم تكن منخفضة الجودة، وأن الكثير من الزبائن لا يشترون حالياً كميات كبيرة بسبب ارتفاع الأسعار، وينتظرون هبوط أسعاره خلال النصف الثاني من الشهر الجاري. يذكر أن الفقع يحتوي على مواد بروتينية ونشوية وسكريات ونسبة قليلة من الدهون بالإضافة إلى أنه غني بالحديد وبالفيتامينات وعناصر غذائية أخرى مثل البوتاسيوم والفسفور والكالسيوم والصوديوم، ويعمل كمنشط حيوي للرجال، كما يستخدم كعلاج لبعض الأمراض.