سوق مجنونة، هذا أقل ما يمكن أن توصف به أسواق بيع الكمأ، الذي عاود الظهور مجددا بعد كميات الأمطار التي هطلت على السعودية شرقا، هناك السوق الكبيرة والرائجة التي تجمع سكان الشرقية وجيرانهم من أهالي الكويت وقطر.. أما سر جنونها، فيكمن في الطريقة التي تباع بها هذه الثمرة وسعرها، وتكاد تكون الأغلى والأنفس بين الثمار التي تجود بها الأرض.. الكيلو يزيد على 150 ريالا، والكرتون يصل إلى ألف ريال، على الرغم من ذلك يتسابق الزبائن عليها ويحرصون على اقتنائها، ومن ثم أكلها. وتشهد سوق الفقع في حفر الباطن هذه الأيام إقبالا كبيرا؛ نظرا إلى بداية ظهور (الكمأ) وندرته، ويعد الزبيدي ذو اللون الأبيض أفضل الأنواع المعروضة وألذها وأغلاها ثمنا، وهو ذو قيمة غذائية عالية، كونه يحوي كمية كبيرة من البروتينات وغنيا بفيتامين (أ)، ويأتي بعده الغلاسي ذو اللون البني المائل للرصاصي، وله طعم طيب، ويأتي بعدهما الجبي ذو اللون البني المائل للوردي، وهو أقل جودة من الغلاسي، ووصلت أسعار الصنف الأول إلى أرقام خيالية، حيث بيعت صباح أمس ستة كراتين بحجم كرتون البرتقال بستة آلاف ريال، فيما وصل سعر كرتون الفلين الحجم الصغير (أقل من 2 كجم ) إلى مبلغ 250 ريالا، كما بيعت سبع حبات فقط من نوع الزبيدي ب 150 ريالا للواحدة. وتجمع العديد من المواطنين رغبة في الشراء على الرغم من ارتفاع الأسعار، وعن ذلك يقول البائع عقيل حميد الشمري: “هذا وضع طبيعي، نظرا إلى قلة المعروض ومواكبة ذلك لبداية الموسم، ما يعني أن الزبائن مشتاقون للكمأ، وشوقهم هذا يبرر ما يدفعون في سبيل الحصول عليه”. ويستطرد الشمري: “في الأسابيع المقبلة يُتوقع أن تنخفض الأسعار؛ كون الفرصة ما تزال مهيأة لهطول الأمطار وظهور كميات أكبر لهذه الثمرة في الأماكن التي تنبت فيها”. وعن السعر الذي يبيع به، يوضح: “كثيرا ما أراقب حركة السوق، ولا أبيع في أوله كما يفعل الكثيرون، بل أتحين الفرصة، ووصول الكرتون إلى سعر مغر، وعلى سبيل المثال افتتح السوق صباح أمس ب 195 ريالا، وتحينت الفرصة إلى أن ارتفع إلى 220 للبيع، لتحقيق مكسب أكبر”. وبسؤاله عن الأماكن التي يجلب منها الثمرة أجاب بعد ابتسامة: “في أماكن قريبة من حفر الباطن!”. ويشير البائع بشير السعدون إلى أن الطلب هذه الأيام متزايد على الزبيدي، كونه الأفضل على الإطلاق والأنظف، إضافة إلى كونه لذيذا وخفيفا على المعدة، وعن السعر الذي يحدده للبيع قال: “لا أبيع بأقل من 300 ريال لكرتون الفلين الواحد من الحجم الصغير”. وعن المفارقات الطريفة في السوق يقول السعدون: “لفت نظرنا شاب أحضر معه سبع حبات من الكمأ ذات الحجم الصغير الذي يتساوى مع حجم فنجال القهوة، والطريف أنه تمكن من بيعها في مزاد ب 150 ريالا للحبة الواحدة وسط ذهول الباعة والمتسوقين”.