خرج آلاف التونسيين اليوم في مظاهرة وسط العاصمة تونس لإحياء الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال البلاد من الاستعمار الفرنسي، مطالبين بدولة مدنية. شارك في التظاهرة التي تمت الدعوة إليها عبر شبكات التواصل الاجتماعي نحو 6 آلاف شخص من الجنسين ومن مختلف الأعمار. وردد المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام التونسية شعارات "الشعب يريد دولة مدنية" و"تونس حرة.. والرجعية على برة" و"الشعب يريد ثورة من جديد". كما ردد المشاركون في التظاهرة هتافات منددة بأنصار النهضة الإسلامية الحاكمة حيث تتهم منظمات نسائية "النهضة" بتنفيذ مخطط ل"أسلمة" المجتمع التونسي. وترى تلك المنظمات أن حركة النهضة والتيارات السلفية تمثل خطرا على مكاسب المرأة التونسية التي تتمتع بوضع حقوقي فريد من نوعه في العالم العربي بفضل "مجلة (قانون) الأحوال الشخصية" التي أصدرها الرئيس التونسي الراحل حبيب بورقيبة. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الفصل الأول من الدستور...فصل الدولة عن الدين" و"المرأة التونسية حرة...تونس حرة" و"مجلة الأحوال الشخصية خط أحمر" و"لسنا بحاجة لدروس في الإسلام" و"تونس إسلامية..دولة حداثية" و"نعم للتفكير لا للتكفير" وتضمنت بعض اللافتات شعارات معادية للحكومة التي ترأسها حركة النهضة الإسلامية مثل "حكومة العار...ارحل"، ولرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي: "يا غنوشي يا عميل...خذ أزلامك واستقيل". وقالت إحدى المشاركات في المظاهرة وتدعى آمال بن نصير: إن المظاهرة "تأتي ردا على محاولات أفغنة تونس وإطلاق سلفيين دعوات سخيفة بإقامة دولة خلافة إسلامية في بلادنا". ونظم آلاف السلفيين يوم الجمعة الماضي مظاهرة أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي طالبوا خلالها "بجعل الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي والوحيد للتشريع" في البلاد.