منذ انطلاق شرارة مطالب طالبات كلية التربية والآداب بأبها الأسبوع الماضي، سعى مسؤولو جامعة الملك خالد إلى تحوير ذلك التوجه إلى ما أسموه عبثا وتخريبا وإخلالا بالأمن تقف وراءه أياد خفية، وأنه يتعين على الجميع إيقافه متجاهلين أن للطلاب والطالبات حقوقا لم يعطوها، وكانت المفاجأة لهم أن طلاب الجامعة قطعوا الطريق أمام تبريرات بعض مسؤولي الجامعة بأن وضعوا وطنيتهم لبلدهم، وولاءهم لقيادتهم فوق كل اعتبار، حينما أكدوا مطلع الأسبوع الجاري أمام وكيل إمارة المنطقة المهندس عبدالكريم الحنيني، أن تجمعهم بهدف إيصال صوتهم وتلبية مطالبهم، وتحريرهم من تراكمات الإقصاء والتهميش التي امتدت على مدى سنوات، وليست لمد اليد أو العبث، وأن مقار الجامعة وكلياتها مكسب وطني يضعونه في عيونهم ويحافظون عليه. وفي رصد ل"الوطن" وتحديدا عند زيارة أمير المنطقة لمقر كلية التربية والآداب بأبها، سعى مسؤولو الجامعة في تلك الزيارة إلى تجيير ما حدث إلى ما أسموه الإخلال بالأمن، والفوضى، وكانت مطالب الطالبات آخر اهتمامهم، وما لبثوا صباح السبت أن قاموا ومن خلال موقع الجامعة بإرسال رسائل نصية إلى الطلاب تحثهم على عدم التجمع، في حين استعانوا في ذلك الصباح بحشد أمني، وتعزيز تواجد مسؤولي الأمن والسلامة في الجامعة، إلا أن الطلاب قدموا أنموذجا رائعا وضع مسؤولي الجامعة في حرج شديد وجسدوا من خلال تجمعهم أن الوطن ومقدراته فوق كل اعتبار. واعتبر الطلاب محمد القحطاني، وعبدالله آل معيض، وعبدالإله عسيري، أن طلاب الجامعة يعيشون هذه الأيام روحا معنوية عالية، وبدؤوا يشعرون بأهميتهم وقدرتهم على التغيير، واضعين نصب أعينهم حبهم لوطنهم ومليكهم، ولا أدل على ذلك من ترديدهم للنشيد الوطني في تجمعهم الماضي، وحملهم لصور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأضاف الطلاب، إن من المفارقات العجيبة أن ما قام به طلاب الجامعة من تقديمهم لمطالبهم بصورة حضارية، أخرج بعضا من أعضاء هيئة التدريس من دائرة الإقصاء والتهميش التي عانوا منها على مدى سنوات، بدليل أن بعضهم خرج لوسائل الإعلام لنشر إخفاقات الجامعة، والبعض الآخر يؤازر مطالب الطلاب، معتبرين أن هذه الخطوة بداية عهد جديد في مسيرة الجامعة، إذ يجب أولا إعطاء الحقوق للطلاب والطالبات وإرساء العدل، وتوفير بيئة تعلم مناسبة، ومن ثم فإنه جدير بالطلاب أن ينفذوا ما يقع عليهم من واجبات، مضيفين أن إدارة الجامعة لم تكلف نفسها وتحديدا قبل زيارة المسؤولين إلى كليتي التربية والآداب للبنات، بتعديل الخطأ اللغوي الفادح في لوحة الكلية لاسيما وأنها تقع على طريق هام وهو طريق الملك عبدالله، إذ كتب عليها "كليتي التربية والآداب" والصحيح "كليتا التربية والآداب".