علق كثير من الأكاديميين والطلاب من سكان محافظة بيشة آمالاً كبيرة على زيارة نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف لشمال منطقة عسير أمس، من أجل دعم أبناء المحافظة بفتح جامعة تليق بحجمها، أو تطوير فرع جامعة الملك خالد بعدد من التخصصات، إذ إنه لا يوجد حالياً سوى كليات العلوم والآداب والتربية والمجتمع والتقنية. وأوضح المشرف على فرع جامعة الملك خالد في المحافظة الدكتور مهدي القرني أن هناك مطالب لأبناء المحافظة بفتح جامعة نظراً لتوافر ظروف مواتية لذلك، وأن تكون زيارة نائب الوزير داعمة لفكرة اعتماد جامعة أو حتى تطوير الفرع بعدد من التخصصات التي تخدم أبناء المحافظة وخريجي الثانوية العامة، لافتاً إلى أنه سبق أن تم اعتماد كليتين وسيكون مستقبل فرع الجامعة مميزاً للغاية. وأضاف أن عدد كليات محافظة بيشة بلغ ست كليات، وعدد الأقسام فيها 19 قسماً، ثمانية منها للطلاب و11 قسماً للطالبات، وأن كلية المعلمين أعيدت هيكلتها إلى كلية التربية، وانه من الطبيعي عند هيكلة أي كلية أن يتم وقف قبول الطلاب فيها ريثما يتم النظر في وضع الهيكلة، وقال: «بمجرد وقف القبول في كلية المعلمين نشأت إلى جوارها كليتا العلوم والآداب، لهذا لم تطرأ أي مشكلة في قبول الطلاب بهذا الخصوص، بل إن بعض أقسام كلية العلوم والآداب أوقف القبول فيها نظراً إلى تدني الإقبال عليها من الطلاب أو انعدامه». من جانبه، ذكر الأستاذ في جامعة الملك سعود محمد الشهراني انه لا يوجد أي اهتمام بالطلبة منذ إيقاف القبول في كلية المعلمين الوحيدة، فمحافظة بيشة تعاني منذ سنوات من قلة الكليات، على رغم الوعود من إمارة عسير ومحافظة بيشة»، مشيراً إلى أن عدداً هائلاً من خريجي الثانوية في محافظة بيشة وكلية المعلمين أصبحوا اليوم يمثلون نسبة كبيرة على أن يشكلوا منظومة عمل جامعية، وإلى أهمية الاهتمام بالتعليم العالي في المحافظة. ولفت إلى أن خريجي المحافظة لم يجدوا من التخصصات ما يمكن أن يفتح لهم باب الأمل في بلوغ ما يتطلعون إليه، وأن الكليات الموجودة لا تصل إلى رغبة وتطلعات طلاب وطالبات المحافظة الذين انتشروا في أنحاء المملكة، بحثاً عن الكليات المتخصصة والمتنوعة التي تعنى بمخرجات تؤهل للعمل في الميدان، وقال: «ما تقوم به جامعة الملك خالد في بيشة هو الرجوع لتاريخ قديم مضى عليه الزمن، وأن الفرع جامد ولا يصل إلى طموحات أبناء المحافظة». وفي ما يتعلق بالطالبات، أشارت نورة الشهراني إلى أن الطالبات يعانين من قلة المقاعد والأقسام نظراً إلى المبنى الصغير الذي يدرسن فيه، ومن عدم وجود معاهد تقنية أو كليات للدراسة وتطوير أنفسهن، لافتة إلى أن بقاءهن من دون قبول في فرع الجامعة لأكثر من عشر سنوات يؤكد مدى عدم الاهتمام بالنساء، وقالت: «حاولنا الخروج للبحث عن أعمال والدراسة وتطوير الذات، لكن لا جدوى في ظل عدم وجود مؤسسات تهتم بنا حتى على المستوى الاجتماعي». وأوضحت ندى العسيري أنها خريجة منذ ثلاث سنوات، ولا تملك مؤهلاً للدراسة في أقسام الكليات التي توقف القبول فيها إلى نسب عالية، لافتة إلى أنها تنتظر افتتاح فرع معهد التقنية للبنات، الذي تأمل أن يكون امتداداً للمعاهد التي تم افتتاحها في عدد من مناطق المملكة. من جهته، ذكر عميد كلية التقنية للبنين الممثل للمؤسسة العامة للتدريب في محافظة بيشة سعيد بن عبدالرحمن أنه تم اعتماد معهد تقني للبنات في بيشة، وقال: «لكننا لم نجد الأرض المناسبة ونحاول مع الانتقال للمبنى الجديد أن تدرس الطالبات في المبنى القديم، وأن عدد المقاعد سيكون قليلاً بالنسبة إلى عدد الخريجات في المحافظة».