ندد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في كلمة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة ب"الموقف المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي منحت النظام السوري رخصة للتمادي في الوحشية ضد شعبه". فيما عدلت موسكو موقفها حيال الأزمة على أساس القرارات العربية. ------------------------------------------------------------------------
اتهم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في كلمة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة أمس بحضور وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف، روسيا والصين بمنح النظام السوري "رخصة للتمادي في الوحشية". وقال الفيصل إن "الموقف المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة فيما يتعلق بالشأن السوري منح النظام السوري الرخصة للتمادي في الممارسات الوحشية ضد الشعب السوري دون شفقة أو رحمة". وأضاف أن "بعضا ممن عبروا عن مساندتهم للمبادرة العربية لمعالجة الأزمة في سورية اختاروا أن يجهضوها عندما جرى طرحها أمام مجلس الأمن لتسجيل موقف أقل ما يقال عنه أنه يستهين بأرواح ودماء المواطنين الأبرياء في أنحاء مختلفة من سورية". وقال "إن الزيادة بشكل رهيب في أرقام القتلى والمصابين في إدلب وحمص وعلى نحو خاص بابا عمرو وحتى دمشق وحلب منذ تاريخ سقوط قرار مجلس الأمن وحتى الآن تدلل بشكل صارخ على نتائج الاعتراض على مرور هذا القرار الذي كان يمكن أن يساعد على حقن الدماء وإنقاذ الأرواح. وأبان أن حضور وزير الخارجية الروسي اجتماع الوزراء العرب "ينبئ عن اهتمام روسيا الاتحادية بالوضع في سورية ونرحب به، غير أننا نتمني لو أن هذا الاهتمام تتم ترجمته" في مواقف. واعتبر أنه "لا سبيل لذلك إلا بدعم قرارات مجلس الجامعة المتعلقة بمعالجة الوضع في سورية، وأشار إلى أنه يتمنى لجهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان التوفيق في مهمته لتهيئة السبل الكفيلة بتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري المنكوب، موضحا أنه من الضرورة أن لا يقتصر تفويض الأمين العام للأمم المتحدة على الجانب الإنساني فقط بل أن تمنح له صلاحية معالجة الموضوع السوري من جميع جوانبه الأمنية والإنسانية. ومن جهته قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بصفته رئيس الدورة إنه "آن الأوان للأخذ بالمقترح الداعي إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سورية". وطالب كذلك ب "الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السورى" ودعا أطياف المعارضة إلى "الالتفاف حوله". ثم دعي وزير الخارجية الروسي لحضور الاجتماع، وفي بداية هذه الجلسة ألقى لافروف كلمة دافع فيها عن موقف بلاده من الأزمة السورية نافيا أن تكون دوافعه سياسية أو اقتصادية. وقال لافروف "يقول البعض إن لدينا مصالح معينة ولكننا لم نشن حربا استعمارية في منطقتكم وحجم علاقتنا التجارية مع الدول المشار إليها أقل من علاقتنا مع دول أخرى، ونحن لا نسعى للاستفادة الاقتصادية" من الموقف تجاه الأزمة السورية". واعتبر أن الأولوية الأولى الآن هي وقف العنف في سورية "أيا كان مصدره". وقال "إذا اتفقنا جميعا على ذلك فلن نخوض في قضية من يقع عليه اللوم في الأزمة، ولكن المهمة الملحة هي إنهاء العنف أيا كان مصدره". وبمجرد انتهاء الوزير الروسي من إلقاء كلمته، طلب بن جاسم التحدث منتقدا بحدة الموقف الروسي. وقال "هناك إبادة ممنهجة من قبل الحكومة السورية في ظل حديثنا الآن عن وقف إطلاق النار" مضيفا "بعد ما تم من قتل لا يمكن أن نقبل فقط بوقف إطلاق النار" و"لا نريد أن يكافأ أحد بهذه الطريقة"، في إشارة إلى النظام السوري. نحن نتكلم باللغة الإنسانية واللغة الإنسانية تتطلب منا مواقف واضحة وصريحة". وتابع "هناك قتل ممنهج تم من قبل النظام للشعب السوري" واعتبر أن من أطلق عليهم "النظام عصابات مسلحة هي مجموعات شكلت في الأشهر الثلاثة الأخيرة دفاعا عن النفس بعد قتل الشعب السوري بدم بارد". وقال "نحن نعول على الموقف الروسي وتفهمكم لنا ولمطالب الشعب العربي بإيقاف حمام الدم". وشدد على ضرورة البدء في عملية سياسية وفقا لقرارات الجامعة العربية. وأكد أنه "لا يكفي بعد كل هذا أن نتكلم فقط عن وقف إطلاق فوري ولكننا نطالب بوقف فوري للعنف ومحاسبة من قاموا بذلك وإطلاق سراح المعتقلين والموافقة الصريحة على الخطة العربية" من قبل النظام السوري. ومن جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "إن الجامعة منذ يوليو الماضي لم تدخر جهدا إلا بذلته وأي سبيل وإلا سلكته وأي باب وإلا طرقته, من أجل حل الأزمة في سورية, وإقامة حوار سوري سلمي دون عنف لتحقيق نظام سياسي ونظام ديمقراطي, ودفع كل مخاطر التدخل الخارجي عنها بكل أشكاله, أو أي تهديد للسلم الأهلى بين مكونات المجتمع السوري". وفي موسكو أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف اجتمع مع عنان في القاهرة قبل مغادرة الأخير إلى سورية وحذره من أي "تدخل سافر" في شؤون سورية. وقال بيان للخارجية الروسية إنه خلال لقاء لافروف عنان تم "التشديد على أنه من غير المقبول الاستخفاف بمعايير القانون الدولي بما في ذلك التدخل السافر في الشؤون الداخلية لسورية" كما أوضحت الوزارة في بيان.