اتهم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل روسيا والصين ب «منح النظام السوري رخصة للتمادي في الممارسات الوحشية». وقال الفيصل في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس أن «الموقف المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة في ما يتعلق بالشأن السوري منح النظام السوري الرخصة للتمادي في الممارسات الوحشية ضد الشعب السوري من دون شفقة أو رحمة». وأضاف أن «بعضاً ممن عبروا عن مساندتهم للمبادرة العربية لمعالجة الأزمة في سورية اختاروا أن يجهضوها عندما جرى طرحها أمام مجلس الأمن لتسجيل موقف أقل ما يقال عنه إنه يستهين بأرواح ودماء المواطنين الأبرياء في أنحاء مختلفة من سورية». وتابع أن حضور وزير الخارجية الروسي اجتماع الوزراء العرب «ينبئ عن اهتمام روسيا الاتحادية بالوضع في سورية ونرحب به، غير أننا نتمنى لو أن هذا الاهتمام تتم ترجمته على النحو الذي يذكرنا بمواقف روسيا المناصرة للقضايا العربية التي كانت دائماً محل تقدير شعوبنا». واعتبر انه «لا سبيل لذلك إلا بدعم قرارات مجلس الجامعة المتعلقة بمعالجة الوضع في سورية». ولفت الفيصل إلى أن «جزءاً عزيزاً من أسرتنا العربية في سورية الشقيقة ما زال يتعرض لألوان القهر والترهيب وأساليب القهر والتنكيل، ويواجه آلة عسكرية لا يبدو أنها أخذت كفايتها بعد من حصد أرواح الأبرياء رجالاً ونساء وأطفالاً»، معرباً عن أسفه لأن «جميع المحاولات التي جرى بذلها لحلِّ الأزمة في إطارها العربي لم تُجدِ سبيلاً بسبب تعنت النظام السوري وصلفه وتجاهله كل النداءات وفوق ذلك مطالب شعبه المشروعة». وأشار إلى أن «الزيادة بشكل غريب في أرقام القتلى والمصابين في أدلب وحمص وعلى نحو خاص بابا عمرو وحتى دمشق وحلب منذ تاريخ سقوط قرار مجلس الأمن وحتى الآن تدلل بشكل صارخ على نتائج الاعتراض على مرور هذا القرار الذي كان يمكن أن يساعد على حقن الدماء وإنقاذ الأرواح». وتابع: «لقد بلغ الوضع في سورية حدوداً تحتم علينا التحرك بسرعة وجدية على النحو الذي يعطي للشعب السوري بصيصاً من الأمل في إمكان إنهاء محنته القاسية والمتفاقمة يوماً بعد يوم، ولا ينبغي علينا الاستمرار في إصدار قرارات جوفاء أو مواقف متخاذلة في سياق تعاطينا مع هذه الكارثة الإنسانية. فهناك مبادرة عربية للحلِّ ما زالت تنتظر التطبيق، وهناك قرارات لاحقة لمجلسنا ما زالت قيد التنفيذ العملي». وتمنى الفيصل النجاح لجهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان.